الحامد معتقل: شبك كمزرعة الدجاج!

أدخل عبدالله الحامد وشقيقه عيسى السجن في 8/3/2008
الماضي، في اعتقال هو السادس لعبدالله، والثالث لعيسى، على خلفية سياسية هي: المطالبة بالإصلاحات الدستورية والحريات المدنية، ومبرر الإعتقال هو أن الحامد ـ حسب الحكومة ـ حرّض نساء من بريدة اعتقل أبناؤهن وأزواجهن على الإعتصام والإحتجاج بعد مضي مدّة طويلة من الإعتقال دون أن توجه لهم تهماً أو يعرضوا على محاكمة، خلافاً للقانون.

في بلد الحريات! يكون (تشجيع) امرأة مكلومة باعتقال ابنها أو زوجها على الإحتجاج السلمي جريمة وتحريضاً ضد نظام الحكم، وتصبح الدعوة الى احترام القانون في المحاكمات والمداهمات والإعتقالات جريمة بحق الإسلام! وهكذا يدخل الحامد المرة تلو الأخرى الى السجون السعودية في مخالفة صريحة للقوانين المحلية وللمعاهدات التي وقعتها الحكومة السعودية عربية كانت أو دولية.

وحتى الآن فإن عدداً كبيراً من الحقوقيين والناشطين العرب والسعوديين تقدّموا بعرائض الى الحكومة السعودية لإطلاق الحامد وأخيه، كما أن عدداً من المنظمات الدولية الحقوقية دعت الى ذات الأمر، مذكرة بأن الحامد ناشط سلمي حقوقي، وأن الإتهامات الموجهة له تفتقر الى التوصيف القانوني، وأن الإعتقال غير قانوني. كما أن الحكم عليه بستة أشهر سجن، وعلى أخيه بأربعة أشهر أمرٌ مستنكر، ومستهجن، ويزيد من تشويه سمعة السعودية، خاصة وأن القاضي إبراهيم الحسني برر اعتقال الأخوين الحامد بـ(أن موقفهما من، ورأيهما في أن: الاعتصامين النسائيين السلميين، يعتبر حق طبيعي مشروع لهن.. إنما هو فعل مجرّم: تحريض).

ويعاني الحامد العديد من الأمراض، وقد صدم فريق الدفاع بوضع سجن بريدة حيث يوقف الحامد وشقيقه، حيث وجد السجن مكاناً لانتهاك آدمية الإنسان. وقال فريق الدفاع أن السجن (أقرب إلى حظيرة دجاج فعلية تصعقك نفسياً وجسمانيا، لتشعر بقدر من الاهانة والإذلال.. إن حظيرة الدجاج في وضع أفضل كثيراً، ذلك أنها مكيّفة هذه الأيام.. تلك الأوضاع المزرية لشبك حظيرة الزيارة دارت في مخيّلة صاحبنا الدكتورعبدالله الحامد، وفعلت فعلها، فانتفض من خلف الشبك المزدوج، ليقول قصيدته الأولى في سجن بريدة، والتي عنوّنها: شبكٌ كمزرعة الدجاج).

وقال فريق الدفاع أنهم لاحظوا على الحامد (آثار الإجهاد والإعياء) بسبب غياب العناية الصحية، وأن الحامد وضع إصبعه في إذنه وأخرجه ببقعة دم عليها. كما أشار المحامون الى القاذورات واكتظاظ السجن، ونقص الخدمات، ووضع المعتقلين السياسيين مع المجرمين وبينهم مصابون بالأيدز. وأضافوا: (لفت انتباهنا أثناء تلك الزيارة في 18/3/08 أن معظم من رأيناهم هم من الشباب فعلا، ما يعكس تحولات خطيرة في المجتمع وآثاره السلبية المتوقعة، إن لم تكن المحتومة، مستقبلا على الاستقرار للمجتمع و الدولة عموما).

الصفحة السابقة