مفتي الحجاز وفقيه مكة السيد محمد علوي المالكي

هناك الكثير من الموضوعات الهامّة التي تطرح للنقاش في مواقع سعودية على شبكة الإنترنت، حيث يفصح المتحاورون عن بعض من مكنوناتهم الداخلية وضمن هامش معقول من الحرية، بحيث يمكن رصد هذه الحوارات واعتبارها بشكل عام مؤشراً على اتجاهات الرأي العام السعودي، بأكثر مما تعبر عنه الصحافة والإعلام المحليين.هناك على شبكة الإنترنت، يقوم أفراد ممن يمكن اعتبارهم منتمين الى الطبقة الوسطى العريضة في المملكة بالتعبير عن اتجاهاتهم وميولهم وآرائهم. هؤلاء في مجملهم وكما يبدو من الحوارات العديدة مسكونين بأنواع مختلفة من الهموم الجمعية، لم تجد لها متنفساً في الإعلام المحلي، ولا يمكن طرحها إلا بكثير من الحذر حتى لا يحظر الموقع محلياً، مع أن أكثر المواقع الحوارية السعودية أصبحت محظورة.

ما يهمنا هنا، هو استجلاء للآراء المختلفة بين السعوديين في قضايا وطنية مصيرية بالغة الحساسية. وسنقوم في كل عدد بعرض قضية من القضايا، وآراء المختلفين، الذين لم يجدوا إلاّ مواقع الإنترنت لطرحها على بساط النقاش. الموضوع التالي منقول عن http://bb.tuwaa.com

* * *

قال الدكتور السيد محمد علوي المالكي أمام جمع من تلامذته ومريديه في مجلسه العلمي بأن اللقاء الفكري الثاني للحوار الذي عقد في مكة المكرمة كان راقياً من حيث تنوع المشاركين فيه والموضوعات التي طرحها المتحاورون. وقال بأن المتحاورين طرحوا موضوعات ومداخلات جديدة لم تثر من قبل في أي محفل أو مجمع عام في المملكة. فإضافة الى موضوع الغلو والتكفير، ومسألة تعديل مقررات التوحيد في بعض المراحل الدراسية والإصرار على (ضرورة حذف تلك الأحكام الجائرة التي تفرق صفوف المسلمين، وتشتت جمعهم، وتحكم بالكفر والشرك والضلال على الفرق والمذاهب الإسلامية بإطلاقات عامة).. إضافة الى ذلك، فقد طرح في المؤتمر قضية المحافظة على الآثار التاريخية والنبوية وخصوصاً في مكة المكرمة والمدينة المنور التي هي بلد الاثار.

وأشار الدكتور السيد محمد علوي المالكي الى المساجد القديمة التي قال أن أكثرها (ذهب تحت المعول، بحجة التوسعة أو الخوف من الشرك). وطالب بـ(المحافظة على ما بقي من تلك الآثار، والتي منها مكتبة مكة المكرمة، وهي موقع مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وبعض المساجد المنسوبة الى بعض الصحابة بالمدينة). وتابع السيد محمد علوي المالكي، بأن المتحاورين في مؤتمر مكة طالبوا (بإعادة النظر في شأن بعض الأساتذة من حملة الدكتوراة في تخصصات علمية دقيقة كالحديث والتفسير والعقيدة الذين اوقفوا عن التدريس بحجة عدم سلامة المعتقد، وأحيلوا الى العمل الإداري، لأجل خلافات فكرية أو مذهبية تخرج عن دائرة الإسلام).

والمعلوم أن السيد المالكي نفسه قد منع من التدريس في الحرم قبل نحو عقد من الزمان، كما أن معظم قضاة الحجاز أقصوا من وظائفهم، حتى لا يكاد يوجد قاض من أصل حجازي، فقبل نحو عقد تمت إقالة 23 قاض حجازي، وحل محلهم آخرون من القصيم، وكان مهندس تلك الحملات الإقصائية الشيخ اللحيدان. وطالب المالكي ذوي القرار (بفسح المجال لبعض الكتب العلمية التي منعت ظلماً وصودرت قهراً بفسحها من الإعلام). وتجدر الإشارة الى أن كتب السيد المالكي وغيره من علماء الحجاز السابقين واللاحقين ممنوعة من التوزيع داخل المملكة، في حين هناك عشرات الكتب التي يصدرها الجناح المتطرف ضد المالكي شخصياً وآخرين من علماء وشخصيات الحجاز.

وفي السياق نفسه، أن المؤتمرين في مكة ناشدوا صانع القرار (بضرورة أن يتولى القضاء ووظيفة كتابة عدل في أي منطقة من أهلها، فمنطقة مكة من أهلها، وكذلك المدينة، فهم أعرف بأمور وعادات وأحوال بلدهم من غيرهم، وإن كانت تجمعهم جنسية ومملكة واحدة). وقال الدكتور السيد المالكي (إننا طالبنا بفتح باب الدراسة في أقسام القضاء بالكليات وفي المعهد العالي للقضاء لأبناء أهالي مكة المكرمة والمدينة المنورة وما حولها، وتسهيل دخولهم ليتخرجوا في هذا المجال). واعتبر السيد محمد المالكي أن الحوار والمفاهمة والمصارحة خطوة مهمة وإن جاءت متأخرة، فهي تكسر الحواجز وتذيب الجليلد وتخلق ثقافة الحوار بين أفراد الوطن الواحد، وتعزز الصف امام الأعداء في الداخل والخارج.

وكان مشاركون في المؤتمر الوطني الثاني للحوار قد علقوا على حضور السيد المالكي في المؤتمر بأنه نقلة نوعية في إبراز وجه التعدد في المملكة ثقافيا وفكريا. وقد كان حضوره لافتاً ولاقى احتراماً كبيراً خاصة بين الشخصيات الحجازية التي كانت تقف حين دخوله المؤتمر احتراماً له وقد كان لافتاً انهم كانوا يمشون خلفه ويوصلونه الى باب سيارته لتوديعه.

ن وجه المملكة متعدد مشرق، لم يجعله وجهاً عابساً سوى الأحادية الثقافية والمذهبية والتطرف. المملكة اجمل بالتعدد.

* * *

شكرا لنشرك رأي السيد محمد علوي مالكي، وكل ما قاله صحيح مائة في المائة، فعلى الرغم من أني نجدية ومن عنيزة على وجه الخصوص، فإني ضد سياسة الفكر الواحد، وثقافة الإقصاء التي أزاحت جميع الملل، لهذا يجب تفعيل تلك الأفكار التي وردت في مؤتمر الحوار، وإفساح المجال لعلماء الدين من كل الطوائف ليتولوا القضاء وإمامة المساجد، ويرجع النجديون والقصمان إلى مدنهم وقراهم، وسيكون الله في عوننا فعندها سنغدو المتنفس الوحيد لهم لينفثوا سموم فكرهم المتخلف بيننا. تحياتي لكل من يحمل معولا لنزع حجر من حجارة السور الذي حجزنا داخله سنين عددا.

* * *

كل ما يقوله الآخر هو المطالبة بنفس الحق. أنا متيقن من أمرٍ واحد، وهو أن المملكة متعددة في كل شيء، ولا بد أننا جميعاً نشعر بجمال تعدد الأشياء، حتى في الأمور الإستهلاكية. البضاعة الفكرية او المادية التي تحتكر السوق هي بالضرورة بضاعة ضعيفة رديئة لا يُكتشف ذلك إلا حين تكون هناك بضائع اخرى تنافسها في الجودة أو في الكلفة.

خلق الله البشر من دون كل الكائنات بعيون ترى مختلف الألوان، لنرى التعدد في الخلقة ونكتشف عظمة الخالق. وأعطانا الله عقولاً وأفهاماً متنوعة لا يمكن الإحساس بجمال إبداعها إلا حين يفسح لها الإبداع والحرية.

السلفيون جزء من التنوع، وجوده ضروري، ونفيه خطأ بالغ.

* * *

تجدر الإشارة هنا الى أن السيد محمد علوي المالكي قدم ورقة في مؤتمر الحوار حملت عنوان (الغلو في التفكير) أوضح فيها الفارق بين الإجتهاد في العبادة وبين الغلو في الدين. وقال فيها بأن من أهم مظاهر الغلو هو الهجوم على علماء الأمة المنتسبين الى الأشعرية والماتريدية والإباضية والصوفية والشيعة ونعتهم بالكفر وإخراجهم من الملة، بإطلاق لا ضوابط فيه ولا أصول. وحذر في ورقته من المبادرة الى تكفير الآخر فرقة او مذهباً، واعتبر ذلك إرهاباً وإفساداً في الأرض.

وقال بأن بعض الغلاة يزعمون انتسابهم الى الجهاد قاموا بإحراق كتب وموسوعات علمية بينها (فتح الباري شرح صحيح البخاري) باعتباره أشعري. وحمل الدكتور المالكي بعض منتسبي العلم ما يحدث اليوم في المملكة من تطرف وعنف، بسبب تكفيرهم الأشعرية وإلقاء المحاضرات والتحريض على الآخرين تحت ذلك التصنيف. وقال بأن بعض هؤلاء تراجعوا ولكن بعد أن خربت خيبر، وبعد أن سلموا مفاتيح التكفير الى الشباب الجاهل. ودعا المالكي في كلمته الى التأني والتماس العذر للمجتهدين وإحسان الظن بهم، معتبراً أن كل المذاهب لا تخلو من نقد، ولا تسلم من تعقب واستدراك.

وقال حاضرون أن ورقة فقيه مكة وكبير علماء الحجاز أشارت الى مناهج التوحيد وتكفيرها للصوفية واخراجهم من الملة في حين انهم يمثلون ثلاثة ارباع المسلمين ومن بينهم الشيخ عمر المختار وعبد القادر الجزائري والإمام المهدي والشيخ عمر الفوتي التيجاني والشيخ عثمان بن فودي القادري ممن كانت لهم مواقف مشهورة في الجهاد والدفاع عن الإسلام وبلاد المسلمين. ووجه السيد المالكي سؤاله للمكفرين: كم سيفقون من المسلمين؟ وكم من حبال المودة ستقطع مع ملايين منهم؟ وطالب بمراجعة الحسابات. وتابع بأن التصفية والتنقية مطلوبة من الجميع وبينهم الصوفية، وعليهم أن لا يعتقدوا بمسلمات مقطوعة تمثل اجتهادهم ويضعونها بمستوى القرآن والسنة النبوية الشريفة.

وقال ان وحدة المسلمين لا تعني الحكم بالتكفير والإعدام على المختلف او عدم الإعتراف بكيانه لأنه مخالف. لهذا طالب بتعديل المناهج بما يتلاءم مع الحق ومع الوحدة الوطنية، التي تفرض المساواة والعدل في التعاطي مع المواطنين ومعتقداتهم، بحيث ينالوا حقوقهم ويأخذوا فرصهم من لدن الدولة. وانتقد المالكي بعض رموز السلفية ممن يكفرون سلف الأمة كتكفير الإمام ابي حنيفة واتهامه بأنه مرجئ جهمي مبتدع وضال. وكذلك تبديع الإمام النووي والإمام ابن حجر والغزالي والذهبي وغيرهم. وارجع هذا التعصب الى الإعتداد بالرأي وسطحية الثقافة.

والمح السيد المالكي الى الحملة التي انطلقت لتكفيره كقول بعضهم بأنه مخرف دجال مشعوذ مبتدع وفي النهاية مشرك وكافر. وكالقول بأنه مجدد ملة عمرو بن لحي وداعية الشرك والضلال في هذه الأزمان. والمعلوم ان الحوالي واحدٌ من اولئك الذين تجرأوا على هذا السيد الجليل وأفرد بحثاً!! في هذا الشأن. وفي المجمل فإن حضور السيد المالكي وتشريفه منتدى الحوار الوطني تعتبر ضربة معلم لفكر التطرف، فضحايا التطرف والتكفير لا بد وأن يتحاوروا مع المكفرين أو من يميل اليهم، لإجلاء الحقائق، وتطبيع النفوس على الإختلاف، وتوضيح قنوات الرؤية للحقيقة المفترضة.

* * *

تذكروا هنا فضائل الحوار الوطني!

صحيح أنه بين شرائح المجتمع المختلفة، لكنه في صميم السياسة المحلية. ننتظر حواراً بين الرموز الوطنية والحكومة. وننتظر روحاً جديدة في الحوار المذهبي والإجتماعي. كلاهما يكمل بعضهما بعضاً ولا بديل لاحدهما عن الآخر.

* * *

مطالب الشيخ الدكتور السيد محمد علوي المالكي، وطنية وملبية لطموح كل وطني غيور. يبنى الوطن في جو من الحرية والديموقراطية. تحيات واحترام للسيد محمد علوي المالكي. ارجو ان يجد خطابه اذان صاغيه عند رعاة الحوار الوطني ودعاة الأصلاح. بهكذا كلمات يمكننا أن نستبشر بأن الحوار الوطني يسير في الإتجاه الصحيح، وبمزيد من المكاشفات المستنيرة وإفساح المجال أمام الرأي الآخر سينتهي التمايز بين أبناء الوطن الواحد. هل أنا متفاءل؟

* * *

تفاءل إذا رأيت الإصلاح السياسي، وإلا يعد كل ما يجري مجرد مقدمات لا تشبع كثيراً خاصة إذا كان الحوار بديلاً عن الإصلاح السياسي. نريد دستوراً واضحاً صريحاً؛ وقضاءً مستقلاً. بعدها تحاوروا كما تشاؤون. رجاء لاتضيعوا الوقت!

* * *

للاسف الحجازيون ذهبوا وراء جمع المال والبزنس وتركوا الدفاع عن تاريخهم وثقافتهم واي شي يجمعهم. لماذا وصل الامر بالحجازيين الى ان يفقدوا كامل مؤسساتهم الدينية بينما الشيعة الافقر والاضعف يملكون بجهودهم ثاني اكبر مؤسسة دينية في البلاد بعد المؤسسة الرسمية (الوهابية). الجماعة جايين على اخر الحفلة. لحد الان القليل من الحجازيين أثبتوا انهم مستعدون للتضحية من اجل استعادة موروثهم الثقافي والتاريخي. لا اجد نفسي قادر على تسمية الكثير من الحجازيين الذي عانوا الصعاب في سبيل الوطن بينا نجد الكثير من النجديين والشيعة مابين سجين ومهجر ومطارد.. انظروا الى هذا السيد الكريم محمد علوي المالكي، فإنه لم يجد من يدافع عنه من كل المسئولين الحجازيين.

* * *

هل المالكي رد على هذا البحث القيم من الشيخ سفر؟ خصوصا ان الشيخ سفر متخصص بالعقيدة.. وليس شخص عابر يرمي اي كلام دون ادلة او بينة.

* * *

الشيخ سفر جاهل مثله مثل اي شيخ وهابي! ولهذا لا يحتاج المالكي الى الرد على خزعبلاته لان المالكي ليس بكافر الا عند فئة ضالة الا وهي الوهابية! اعتقد ان العلوي اذا رد على سفر فسوف يكون مضيعة للوقت. الوهابية اصبحت الان تجدف عكس التيار ولهذا سوف تغرق مثل طالبان وسوف يؤول امرها الى الذوبان باذن مالك الاديان.

* * *

تقول البحث قيم لسفر الذي كفر المالكي، فلماذا لا يرد؟ بالله عليك هل هناك أحد لم تكفروه بعد! حقيبة التيار التكفيري تحوي أدلة لتكفير كل العالم. هذه هي المشكلة. والتراث المنتقى حمال أوجه. وحين تريد الدولة تكفير التكفيريين فإنها تفعل وقد فعلت وقالت عنهم خوارج العصر وفئة ضالة وكافرة. راجع ما كتب عن جهيمان وعن الأخيرين. هل تريد أخي أن ينشر الآخر غسيل التكفيريين ومدرستهم، ثم ينتقي منها النصوص ويحكم على اتباع تلك المدرسة بالكفر؟ هذا ليس عقلاً. دائماً هناك حجة: لا نكفر إلا من كفره الله ورسوله؛ وبهذه الحجة لم تبقوا أحداً. فاتقوا الله في أنفسكم أولا وفي الآخرين ثانياً.

* * *

انا أخطات بوصفه (القيم).. هذه اعتذر منها.. ولكن يظل بحثا خطيرا وحساسا.. يستحق الرد عليه.. اما دعاوى الوهابيه.. فهذه نقبلها تجاوزا.. لكن الوهابيه يصدرون من ايات واحاديث صحيحة ولايأتون بشيء من كيسهم. هل لديك هذا البحث لنطلع عليه؟ اما ان نتفق معه او نرده على صاحبه. الشيخ الحوالي متخصص في العقيدة.. ولدراساته وبحوثه في العقيدة قيمة مختلفه. ولا اظن انه سيجازف بمثل هذ البحث عن عقيدة (معين) وشخصية معروفة لها وزنها ومكانتها لدى مريديه لولا ثقته الكبيرة بنتائج بحثه.

* * *

البحث خطير وحساس طبعاً. اليس يكفر المالكي وكل الصوفيين؟! هنا خطره وحساسيته. انت تدافع عن شخص يكفر الآخر بالدليل، ثم تطلب من الآخر ان ينفي التهمة عن نفسه؟ وهذا لعمري اسوأ انواع السجال الفكري. مشكلة السلفيين انهم يقتحمون فضاء التكفير اكثر من غيرهم، في حين ان الآخرين لا يكفرونهم. هل سمعت ان المالكي كفر الحوالي مثلاً بمثل؟ كثيرون لا يريدون الدخول في هذا الدهليز تعففاً. أما أن اشتمك وآتي بالقرآن والسنة وهي حمالة أوجه، وتريدني أن أرد، فهذه مسألة تافهة. لماذا؟ لأن المشكلة ليست في اختلاف النص أو أن أحداً جاء به من كيسه، وإنما الإشكال بين المسلمين على فهم النص. هنا تكمن العقدة. البحث الذي تسأل عنه قرأته منذ نحو عامين على النت ولا أدري أين وضعته، وفي حين لا نتفق معه في التكفير ولسنا ملزمين على الرد بالسب او الشتم. ولعلمك هذا هو بالضبط ما يفعله السلفيون مع من خالفهم. يقولون لا نرد عليه حتى لا نعطيه حجم أكبر! كثيرة هي الكتب التي انتقدت الوهابية ولكن الوهابيين أيضاً لا يردون. ومن حقهم ذلك، وهذا النوع من الهجوم على الآخر وجره الى المعركة على قاعدة الخصم ووفق آلياته مسألة لا تفيد. يكفيك ان تنظر الى جدالك مع الشيعة. لسنا في وضع نفسي أو بعيد عن السياسة لنناقش الأمور بروية وعقل، ننقد انفسنا وما لدى الآخرين ونعترف بأخطائنا.

لا قيمة لبحث يكفر الآخر ويبدعه ويخرجه ولو جاء بأدلة الكون كلها. ويكفي بطلان رؤية التكفير هي أن مئات الملايين سيخرجون من الإسلام وفق الرؤية الوهابية. بل حتى في المملكة، اذا اعتبرت الشيعة كفار والاسماعيلية والصوفية ومن قال كذا من الأشعرية ومن قال ذاك من المذهب الكذائي. يصبح حينها ان اكثرية شعب المملكة كفار! وفعلا كانوا يعدون من الكفار من قبل السلفيين، وإلا ما قاتلوهم وسبوهم احياناً واعتبروا اموالهم غنائم في فترة التأسيس للدولة. الآن قامت الدولة فلنعتبر الجميع مسلمين، وقل ما دون ذلك.

* * *

وماذا إذا كان ذلك الشخص (المتخصص بالعقيدة) يفهم العقيدة على نحو خاطئ أو ضال؟! ما اكثر المتخصصين في العقيدة وما اشد انغلاقهم وتحجرهم وميلهم المرضي لتكفير الناس! فعلا أنا مع من قال ليتكفل مشايخ كل منطقة وجهة بالتصدي لامور القضاء والفقه في منطقتهم، وليعد مشايخ القصيم إلى مدنهم وقراهم وليمارسوا فقههم وليجروا (ابحاثهم الدقيقة!) و(وتخصصهم في العقيدة!) على ربعهم وجماعتهم، وجحا أولى بلحم ثوره! مع محبتنا واحترامنا طبعا لعموم اهلنا واخواننا في القصيم. وخالص التحية للسيد الفاضل محمد علوي مالكي على صبره واناته وتحمله لحجارة السفهاء والجهلة طوال هذه السنين!

* * *

دع عنك المناطقية والعنصرية البغيضة.. اليس نسبة كبيرة من اهل منطقة نجد منتشرين في كل مناطق المملكة؟ ثم الشيخ سفر الحوالي ليس من القصيم حتى ترفض شهادته وبحوثه. واذا كنت تريد اعادة كل شيء الى موقعه الاول، فـ 80% من سكان الحجاز خصوصا في المدن الكبرى سيغادرونها ايضا في سفر بعيد.

* * *

أرجو ألا تفهمني خطأ. أنا والله من ألد أعداء العنصرية، سواء كانت مذهبية أو عشائرية أو مناطقية! لكن حلمك علينا يا أخي! عندما ذكرت القصيم فلأن الفكر السلفي الوهابي ظهر على أرضها ولان القصيم تعتبر مركز الثقل والمنطقة الحاضنة لهذا الفكر من قديم. ما حدث في ما بعد هو انه تم تصدير الوهابية قسرا إلى بقية المناطق، وفي نفس السياق تم تهميش المذاهب الأخرى واقصاء رموزها بل والحكم على بعضهم بالكفر والضلال، وهذا يعرفه الجميع. بل إن بعض المناطق شهدت (حملات تبشيرية) مصحوبة بعنف وترهيب من قبل مشايخ السلفية لتحويل أهلها عن مذاهبهم ودمجهم بالقوة في الفكر السلفي. فهل هذا من المنطق في شئ وهل يخدم فكرة الوحدة الوطنية التي ننادي بها ونشدد عليها دائما؟

نحن نقول ليترك لكل منطقة من مناطق المملكة الحرية في أن تعالج أمور الفتيا والفقه انطلاقا من قناعات أهلها المذهبية وبعيدا عن وصاية السلفيين، وضمن إطار الوحدة القائمة على التنوع والتعددية. طبعا نفس القاعدة تنطلق على القصيم وعلى كل المناطق التي تتبنى التفسير السلفي للدين، لكن بعيدا عن فرض الوصاية على الآخرين وتهميشهم واقصائهم. من حق السلفيين أن تكون لهم كلمتهم ودورهم لكن في المناطق التي تمثل عمقا جغرافيا لهم ولفكرهم، لكن ليس على حساب من لا يشاركونهم نفس الأفكار والقناعات الدينية. هذا ما قصدته واتمنى ألا يساء فهمي هذه المرة أيضا.

* * *

اذا غادر 80 بالمائة كما قلت من الحجازيين الى عوالمهم التي تتقولها. فهل سيخرج أمثالك من الحجاز وغيره؟

اهذا هو الوطن الذي تبشر به؟

* * *

ليس هناك مفتى لنجد.. وليس هناك مفتي للحجاز. الوطن في مثل هذه الأمور لا يتجزء ولا نبحث عمن يجزؤه. عنوانك خطير وخطير جداً (تصريح لمفتي الحجاز). ومع الأسف لا أوافقك عليه. أعلم تماماً أنك وضعت العنوان بعمد، حيث أنك خبير. ليتك تبتعد عن مثل هذا.. شجرتك مثمرة.. ليتك أبعدت أرض موضوعك هذا عن الطحالب.

* * *

قدرك مواجهة تفسيرات (مقلوبة) تحاول أن تحمٌل موضوعك أكثر مما يحتمل. قدرك أن هناك من لا تتسع لهم كل (المخارج) للفظهم بعيدا هم وفكرهم المليء بالكثير من (الحشو) العنصري البغيض، متناسين أن ما يعانيه الوطن الآن هو حصاد تمايز مناطقي زرعه من لا يريدون الخير لهذا الوطن. وقدر الوطن أن يبدأ (حوارا وطنيا) ولو كره (العنصريون)، فهو بوابة العبور الوحيدة إلى شاطيء الاستقرار الذي نتمناه جميعا.

* * *

العنوان غير بريء! ربما! لكن صدقني انه ليس عنواني الذي اخترته. السؤال: هل لدينا مفتي واحد؟! هناك ألف مفتي! ألم تسمع عزيزي عن الحوار الوطني الذي ناقش تكاثر الفتاوى الأرنبي من كل من هب ودب. اكثير على السيد المالكي ان يكون مفتياً في محيطه؟ وهل باعتقادك ان كل المواطنين يلتزمون بفتاوى المفتي الرسمي؟ الشيعة لهم مفتيهم الخاص، وانت تعلم ذلك، وكذلك بقية الطوائف. ليست لدينا مرجعية دينية موحدة، وبالتالي لا توجد مرجعية فتيا. اذا استطاعت المؤسسة الدينية الرسمية ان تحتضن المالكي ضمن هيئة كبار العلماء وكذلك الآخرين المختلفين مذهبياً، حينها تكون الفتوى للجميع. المفتي واحد اليوم، وهو يمثل مدرسة واحدة، لم يقبل به وانت تعلم كل أبناء تلك المدرسة.

* * *

نعم أتفق معك تماماً.. أن هناك الف مفتي ومفتي.. كما أتفق معك تماماً ان هناك إقصاء للطوائف الأخرى. هذا هو قدرنا.. وهذا ما نحاول تقويمه، وهذا هو دورنا.. دورنا كما أراه هو الربط بين الجميع، وتعزيز التواصل بين المتناقضين. هو دور صعب، ولكنه ناجح.. كيف؟ أقول أن من لايرغب في المواكبة.. ليرحل غير مأسوف عليه.. وأن من يتقوقع داخل محيطه القديم.. لايحتاجه الوطن في هذه المرحلة.. أيضاً ليرحل غير مأسوف عليه. رسالتنا كما أرها هي: دعم أي رأي فردي أو جماعي يبحث عن المحافظة على هذا الكيان.. تحت مفهوم حرية الرأي المسؤول.. واحترام الآخر.. ومنحه حرية الرأي في التعبير.. وحرية الممارسة العقدية.. مهما كانت.. كما يتواصل دورنا في الدفاع عن أي مقموع فكرياً.. او مسلوب إرادة.. وكل هذا يفترض أن يصب في مصلحة الوطن ووحدته.. قد نختلف في بعض المفاهيم حول غايتنا.. ولكن أزعم أننا نتفق على دعم وحدتنا.. وهذا الدعم، للوحدة، يتأتى كما أراه في نبذ كل دخيل مزايد. ليست هي العاطفة ولكن أقول.. نحن الحجاز ونحن نجد.. حفظ الله الوطن من كل مكروه.

* * *

سمعت من عدة مصادر موثوقة أن الشيخ الصوفي المغربي المكي الولادة العلوي المالكي كان يقوم بإلقاء الدروس في الحرم المكي مصحوباً بطقوس خرافية كهنوتية لا يرتضيها أي إنسان في ذرة من عقل فضلاً عن دين! كان مريدوه يبتدرون فضلاته ليلثمونها، كان يحدث ذلك أمام مرأى الناس الذين استهجنوا هذا المسلك فحدثت عدة مواجهات أدت لإيقاف هذا الشيخ الصوفي المراد! فعلى من ساءه هذا الأمر أن يتوجه لمنزل المذكور ويلثم ويتبرك بأي فاضل من فضلاته، فلعل ذلك يكون أقصر طريق لرضا الرب! قال إيش قال مرجع الحجاز، كرم الله أهل الحجاز عن شيوخ الكهنوت والخرافات.

* * *

صار المالكي مغربي! وكان أبوه إمام في الحرم المكي وخطيب فيه! ابحث عن أصول الآخرين (الجزائري مثالاً)! ما أسهل الإدعاءات وشتم الآخر. حكاية عرفناها وتعودنا عليها. اذا كان هو يفعل ما تقول والحجازيون يقبلون منه ما تقول: فاحترم ما يريدون! مع اني أظنك من الكاذبين المدعين المشوهين لمن يختلف معك. وكل ما لديك هو معروف من قبيل انك سمعته من فلان عن فلان وكأننا نبحث في علم الرجال من الماضين. الدنيا صحو. والناس تعيش وحيّة وباقية، فلا داعي للنقولات الفاسدة. الرجل متصوف نعم. ويدافع عن الصوفية نعم. وقد كتب دفاعه في ورقته للحوار الوطني وألقاها هناك. فهل برأيك كل متصوف كافر ومشرك؟ إذن اخرجت خلقاً كثيراً من الدين. هذا ما قاله المالكي.

* * *

أنا لم أكفره ولم أكفر الصوفية، والصوفية لهم درجات تتفاوت ما بين الكفر الصراح كالقائلين بوحدة الوجود، وبين مسلمين صالحين. أنا أنكر أن يكون هذا الرجل مفتياً لأهل الحجاز. أنا أنكر أن يكون إبعاد هذا الرجل عن الحرم لمجرد أنه شيخ حجازي. أنا أعتقد أنه أبعد عن الحرم الشريف لأنه لا يجوز أن يمارس في حرم الله طقوس كهنوتية بابوية تشوه سمعة المسلمين. نحن أصحاب دين لا يسيرنا فلان أو فلان، لا نقدس فلان أو فلان. حدثنا عن أعماله وأعمال مريديه الخرافية الكهنوتية الثقات الذين شاهدوا هذا الأمر بأم أعينهم، فالخبر بحكم المتواتر. قد يكون أبو المراد إماماً في مكة ولكنه مغربي الأصل ينسب نفسه لآل البيت (النسبة لآل البيت بحد ذاتها لا تقدم ولا تؤخر وهي عموماً على قفى من يشيل).

* * *

لا يهمني ان تنكر انت انه مفتي الحجاز. المهم إن كان الحجازيون لا يرونه كذلك. هو مفتي لجماعته، وليس لك وللسلفيين. لا تحط التكنولوجيا على الحمار، ما يركب. اذا رأوه كذلك فهو لهم. مثلاً انا لا اعتقد بالمفتي الرسمي ولا الذي قبله ولا الذي قبله. ولكنه مفتي حقيقي لجماعة ما، كبيرة كانت ام صغيرة، فلماذا صار مفتياً لكل المواطنين؟ ولماذا نقصر على رأيه؟ ولماذا يحبس الوطن باتجاه إفتائي واحد؟ هذه هي المشكلة يا أخي. قل في المالكي ما تريد، وقولك وقول جماعتك ليس حجة لك، ولو اتيت بألف دليل. فمن يراه زعيماً لا يرى رأيك، ولا يسمع لمفتيك. انت تراهم يعبدونه والعياذ بالله من الإتهامات الباطلة، وهم يرونه زعيمهم واجب التقدير والإحترام. فانشغل بنفسك عن الاخرين. دعهم يختارون من يريدون، ولا تأت بالآخر عليهم قسراً فهذا لا يفيد ويؤدي الى عكس النتائج. ثم إني أسألك: هذا الحجاز الذي كان حافلاً بكل المدارس الدينية والفكرية والثقافية، لا نرى له أثراً اليوم. اين الرجال، وأين العلماء والقضاة؟ نقرأهم تاريخاً فقط. أليس غريباً هذا؟ أليس غريباً ان تكون القصيم هي عاصمة البلاد الدينية ويكون رجالها وقضاتها ومدرسو الدين يسيطرون على كل البلاد، في حين ان مكة المكرمة قبلة المسلمين، لا يساهمون في المؤسسة الدينية ولا في القضاء بأحد؟ ما ان يخرج أحدهم، حتى تطل المناطقية، ويخرج الدين الأصيل من نجد ليشتم الدين البدعي في الحجاز! المسألة سياسية يا أخي، ولكن الصغار يناقشونها على أسس دينية ولا يدري أن الدين يستخدم كحجة في الإقصاء والإبعاد. ولو تتبع المرء مصائب المفتين والقضاة، لملأنا بها الكتب. ولكن ما أن ينطق أحدهم حتى يبادره الجاهل والأحمق: من أنت؟ علماني، رافضي، قبوري، بدعي، صوفي.. مشركون وكفرة وعلمانيون؟! مشكلتنا اننا نرى انفسنا على الحق وغيرنا على الباطل. ولكني أقول لك بصدق: لو كان المالكي سلفياً فسيبقى بعيداً عن المؤسسة الدينية. إنها بحق مؤسسة نجدية، الدين واحدٌ من محددات الإنتماء اليها، والمنطقة محدد آخر. هي لا تقبل رأساً من خارجها، ولو فعلت لكانت الآن في غير الحال التي هي عليه. التصق بها أخي! فعندك الف مبرر لذلك. ولكن لا تجبر غيرك عليها. فقط تخيل ان المفتي العام للمملكة حجازي، وانظر كيف ستكون الأحوال؟ ومن الذي سيعارض ويرفع السلاح؟ هذا الحجازي حتى لو كان سلفياً فهو غير مقبول. أفهمتني؟!

* * *

على رسلك لا تنفعل كثيراً.. أنا أدرك أن أسلوبي قاسي، وأدرك أيضاً أن من يقرأ لي يلاحظ ذلك مني. فعلى الرغم من هدوء طبعي فعلاً وممارسةً إلا أنني رأيت أن هذا القلم الذي أكتب به يجب أن يسخر أعلى درجات القسوة والتقريع لمن أعتقد أنهم يضللون الآخرين سواء وعوا ذلك من أنفسهم أم لا! لو تأملت عنوان الموضوع لرأيت أنه ظالم مضلل: (تصريح لمفتي الحجاز وفقيه مكة السيد محمد علوي المالكي). لو كان الموضوع كتب بالشكل التالي لما استهجنا ذلك كـ (مفتي وفقية الصوفية بالحجاز)، أو حتى (المفتي والفقيه الحجازي). وأنا وأنت لا نملك إحصائية عن أتباع هذا الشيخ في الحجاز، لذا فإنه من الظلم والتضليل أن يوصف هذا الشيخ بهذا الوصف. أما عن الإفتاء يا عزيزي فأنت تعلم جيداً أن المفتي الرسمي ليس له سلطة فعلية على الناس، وأنت تعلم جيداً أن كل طائفة تستفتي شيخها فعلياً. وأنت تعلم أن المذهب السلفي لا يوجد فيه عملياً ما يسمى بالمفتي، وإنما هذه الصيغة وهذه الآلية مستوردة من الخارج. أوافقك أن أكثر من ينتمي للمدرسة السلفية هم من أبناء نجد. ولا أوافقك القول أنها حكر عليهم فهذا تضليل منك للأسف الشديد. فابستطاعتك أن ترى أن كثيراً من رموز المدرسة الدينية السلفية الرسمية وغير الرسمية هم من غير أبناء نجد. فالمسألة سلفية نعم ولكن نجدية عنصرية لا.

* * *

لمأساة تكمن في الجهل. ماذا تعرف عن الحجاز وأهله؟ وما هي المدارس الوافدة على الحجاز التي تتكلم عنها؟ كفاكم تقولاً وكذباً. أنا من تلاميذه ولم يحصل شيء مما قلت. هي مسألة حقد على السيد نصره الله لعلمه ومريديه من تلامذة وطلبة علم. الرجل مؤلفاته (كتب وليس رسائل) جاوزت الستين مؤلفاً. متى تستيقظون من سباتكم الذي سيدخلنا انفاق لا يعلم منتهاها الا الله سبحانه. السيد محمد علوي هو كبير علماء الحجاز بالاجماع عندنا ورأيكم لا يهم لأنه رأي دخيل اقصائي. هذا الشيخ لا يملك الا قوت يومه، ليس كأشياخكم ممن يكنزون القناطير المقنطرة من الذهب والفضة. صلاح الدين كان صوفيا. وتأمل الفرق بين من حرر القدس ومن رضي باحتلال القدس.. هناك فرق. وعمر المختار وعبد الحميد بن باديس وعبد القادر الجزائري وغيرهم كانوا كلهم من المتصوفة. أين الخطأ في كون السيد علوي مالكي متصوفا؟!

* * *

في القدس العربي، مقالة لحمزة الحسن عنوانها: متي يكشف وجه المملكة التعددي عن نفسه؟ زعيم الحجاز الديني يدعو لتغييرات في المؤسسة الدينية. يقول الكاتب:

المملكة اليوم وهي إذ تعيش إرهاص تحول غير مسبوق في تاريخها.. يعيش المجتمع مخاضاً موازياً لا يقلّ أثراً وأهمية، بل ان هذا المخاض الإجتماعي هو المؤشر الأوضح للتغيير القادم، وهو الدافع الأكبر باتجاه التغيير السياسي المنتظر. في مؤتمر الحوار الوطني الثاني، دُعي للمشاركة فيه الدكتور السيد محمد علوي المالكي، الشخص الذي صدرت بحقه فتاوي التكفير والتبديع من رموز المؤسسة الدينية الرسمية، والرجل الذي كتبت ضده ووزعت داخل المملكة العديد من الكتب والدراسات تتهمه بالكفر والزندقة والدجل كان بينها (مع المالكي في كفرياته)، حتي أن بعضهم اعتبره داعية الشرك والضلال في هذا الزمان، ووصفه آخر بأنه مجدد ملة عمرو بن لحي.. وهو الرجل الذي مُنع من التدريس في الحرم المكي الشريف منذ عشر سنوات وحتي الآن. وهو ذات الرجل الذي يرجع له كثيرون في دول الخليج الأخري في فتاواه وآرائه، ويطل عليهم بين الفينة والأخرى من قنوات إعلامية خليجية، ولكن ليست سعودية!

ورغم أن المؤسسة السياسية ممثلة في العائلة المالكة لا تنظر إلي الدكتور المالكي بارتياح، خاصة الملك فهد، لأسباب سياسية ومناطقية معروفة.. إلاّ أنها وجدت نفسها غير قادرة علي تجاهله أو الإستمرار في مجاراة المتطرفين في المؤسسة الدينية في تبنّي القمع الحادّ تجاهه. فالرجل الذي استبعد من مؤتمر الحوار الأول في الرياض، له من المكانة في نفوس الحجازيين ما يفوق مكانة السياسيين ورجال المؤسسة الدينية جميعهم. عودة السيد المالكي الي صدارة الرمزية الدينية للحجازيين عبر واجهة الحوار الوطني، تشير الي تراجع حدّة التطرّف الذي قام بقرار سياسي وسيُضعف بقرار سياسي مماثل. وإذا سارت الأمور علي هذا النهج، فإن شكل المملكة الديني المتزمت الذي اعتاده الآخرون سيتغير في المستقبل، وسيجد صانع القرار السياسي هامشاً واسعاً من الإجتهادات التي تخرج الدولة من مآزق الفتيا الواحدة والرأي الواحد. إنها بداية لدمج المختلف دينياً، عبر سماع رأيه، وتأطير الخلاف ضمن حدود لا تصيب الدولة ووحدتها في مقتل.

ومع أن ظهور الدكتور السيد محمد المالكي والتحدث لأول مرة عبر قناة التلفزيون السعودي يعد خرقاً للمألوف، فإنّ التحوّل الي تعددية دينية في المملكة سيعزز الإصلاح السياسي ويشدّ من الوحدة التي يخاف عليها الكثيرون من الإنفراط. وهذه التعددية تستدعي وجود تغيير هيكلي في المؤسسة الدينية الرسمية، بحيث تعكس التنوّع المذهبي في المملكة، كما ويستدعي إنهاء حالة الإقصاء للحجازيين من الكليات الدينية والقضاء، وهو ما أشار اليه السيد المالكي مؤخراً في تصريح له تمّ تداوله في منتديات الإنترنت السعودية.

* * *

مقال كاتبه شيعي.. وتتبناه جريدة تناصب العداء للمملكة. لازال البعض من المحسوبين على هذا البلد يمتطون صهوة اعلام وصحف ومطبوعات معادية للمملكة. حمزة هذا.. الم يتساءل لماذا عطوان يرحب بمقاله وينشره؟

* * *

خلاص ما دام كاتبه شيعي فلا تقرأونه ولا تصدقونه ولا تتبنونه. اغلقوا عقولكم وسلموها للاخ السابق. يا اخي اتقي الله. واذا قيل له اتق الله اخذته العزة بالإثم! الشيعي يعني عندك: كاذب فيما يقول، غبي جاهل فيما يتحدث ويكتب عنه، فلا تخف على شلة طوى إن كان ذلك هو رأيك، فلهم عقول ايضاً. ثم الم نقل لك يا مخرج حاكم الكلام ولا تحاكم الأشخاص. هل اعتراضك على الشخص ام على المقال أم على الجريدة؟

* * *

تقول زعيم الحجاز الديني؟!! يعني كم نسبة المالكية بالحجاز تقريبا؟

* * *

قل كم نسبة الوهابية في الحجاز؟! والمالكية موجودون في الشرقية أيضاً بمرجعية مختلفة آل المبارك! ثم ان المذهب الغالب حسب علمي في الحجاز هو الشافعي وليس المالكي. فلا تختلط عليك الأسماء. ثم لنفترض ان عددهم قليل حسب سؤالك المستصغر للآخر، ماذا تريد أن تقول: هل الحجازيون أقلية أيضاً عندك؟ أم انك تعتقد أنهم يتبعون المؤسسة السلفية في بريدة؟!

ام ان المختلف مذهبياً لا توجد لهم زعامة، كأنك تقول زعامة على خمسة أنفار؟ أهذا ما تريد قوله؟

* * *

الصفحة السابقة