الأمير المثير كثير الخطأ

خالد الفيصل في مواجهة العواجي

هناك الكثير من الموضوعات الهامّة التي تطرح للنقاش في مواقع سعودية على شبكة الإنترنت، حيث يفصح المتحاورون عن بعض من مكنوناتهم الداخلية وضمن هامش معقول من الحرية، بحيث يمكن رصد هذه الحوارات واعتبارها بشكل عام مؤشراً على اتجاهات الرأي العام السعودي، بأكثر مما تعبر عنه الصحافة والإعلام المحليين.هناك على شبكة الإنترنت، يقوم أفراد ممن يمكن اعتبارهم منتمين الى الطبقة الوسطى العريضة في المملكة بالتعبير عن اتجاهاتهم وميولهم وآرائهم. هؤلاء في مجملهم وكما يبدو من الحوارات العديدة مسكونين بأنواع مختلفة من الهموم الجمعية، لم تجد لها متنفساً في الإعلام المحلي، ولا يمكن طرحها إلا بكثير من الحذر حتى لا يحظر الموقع محلياً، مع أن أكثر المواقع الحوارية السعودية أصبحت محظورة.

ما يهمنا هنا، هو استجلاء للآراء المختلفة بين السعوديين في قضايا وطنية مصيرية بالغة الحساسية. وسنقوم في كل عدد بعرض قضية من القضايا، وآراء المختلفين، الذين لم يجدوا إلاّ مواقع الإنترنت لطرحها على بساط النقاش. الموضوع التالي منقول عن http://alsaha.fares.net/sahat?128@3.3iztmMqeoee.12@.1dd5ecb5

* * *

كتب محسن العواجي: أحد الأحبة هاتفني بحسن نية قائلا: هلا قرأت ما قاله أمير منطقة عسير عنكم يا أصحاب الوسطية والوسطيين؟ أتهمكم بأنكم (حطب) و(نار) هذه الفتنة! فذكر لي كلاماً لم أستوعبه لغرابته، ثم تكاثرت علي الاتصالات من كل حدب وكأني المعني بهذه التهم الخطيرة أو الوصي على الوسطية لمجرد أني أنشأت موقعاً تجريبياً قبل سنوات لا يزال بين المد والجزر. وجدت البهتان الأميري منشورا في جريدة الوطن، فقلت في نفسي حسناً (لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم). كنت أسمع الكثير عن الأمير خالد ولم أكن أكترث لعلمي أن كل إنسان له محبون ومبغضون. وللأمير خالد جهود في المنطقة لا ينكرها إلا مكابر وكنت ولا أزل احترمه وأتحاشى الدخول معه في سجال فكري لظني أنه شخصية متميزة بمواهب قد تفيد الأمة في بعض جوانبها الإيجابية لاسيما وهو في موقع مسئولية خاص، لا يرتقي إليه عادة أي مواطن عادي! لكنه سامحه الله قال فينا قولا عظيما نبرأ إلى الله منه، دفعه الانفعال على غير العادة إلى أن وضعنا في قفص اتهام وبالجملة، وأي اتهام! القاعدة! بن لادن! العنف! في وقت نسمع ممن فوقه الشكر والتشجيع على مساع نبذلها منذ رمضان بلا منة، وهذا ما يدفعني إلى كتابة هذا المقال لدعوته إلى الحوار الذي لا أخاله يرفضه.

(الأمير) يمارس الإقصاء الفكري، يندفع أحياناً ليقول في خصومه قولاً يجلب عليه وعلى بعض الأبرياء سهام الناقدين بلا رحمة. ليس جديداً أن يناصبنا الخصام فكرياً فقد بدأها حربا ضارية قبل العنف وأحداثه، وهاجر مجموعة من الدعاة عن أرض هو فيها في بضع سنين، ومن حقه الاختلاف مع غيره لكن لا أدري هل ينقم منا المناصحة لولاة الأمر والمطالبة بالإصلاح مع نبذ العنف؟ أم أن الأمر التبس عليه وظن أن العنف امتدادا لنا؟ أما ما يخص الإصلاح المنشود فلا أعتقد أن الأمير خالد المعروف بعمقه الثقافي راض عن تخلفنا الإصلاحي مثلاً في مستوى المشاركة الشعبية أو انعدام مؤسسات المجتمع المدني فضلاً عن تفعيلها أو أنه يعترض علينا المطالبة بالعدالة في توزيع ثروة البلاد أو استقلال القضاء وهو أعلم القوم بهذا؟ وغير ذلك مما كنا ولا نزال نطالب به سلماً عبر الحوار الجاد والمناقشة مع قيادتنا التي أعلنا ولاءنا لها! ما حاجة الأمير في إقحام العنف في حديثه بالأمس محرضاً علينا ونحن نتصدى للعنف أكثر من غيرنا معتقدين أنه عائق لكل خطوة إصلاحية؟ وطالنا بسبب ذلك التهديد والوعيد والوقوع في الأعراض! هل الأمير هدانا الله وإياه للحق لا يزال يتعامل مع مخالفيه وكأنه يعيش فترة ما قبل أزمة الخليج الثانية (1990م) بينما نحن اليوم في مرحلة ما بعد أحدا ث سبتمبر، بل نعيش مرحلة ما بعد سقوط النظام البعثي وتحطيم ثماثيله ومحاكمة جلاوزته الذين كانوا يوماً من الأيام يخوفون جميع حكام المنطقة عن بكرة أبيهم! فكلام الأمير بالأمس اندفاع في غير محله لا ينسجم مع ما نسمعه من قيادتنا حول هذا العنف، وأرجو أن لا ينسى الأمير العزيز أن الأيام قد تبدلت ولصالح الجميع بإذن الله ورفع الله أقواماً ووضع آخرين وأصبحت الساحة اليوم ساحة فكر وحوار وحجة وبرهان ومنطق، والفتى فيها من يقول هاأنذا وليس لمن يقول كان أبي، والحمد لله أننا نتعلم ولم نكابر في خطأ اقترفناه كما أن القيادة نفسها بأعلى مستوياتها أعلنت مراراً وجود الأخطاء لديها وضرورة السعي لإصلاحها.

أيها الأمير: أليس الظن بك وأنت المبشر بقيم الحضارة والتسامح والحوار أن تكون من أقرب الناس إلى الطبقة المؤمنة بقيم هذه الحضارة وتعدد الآراء وتباين وجهات النظر التي لا تنافى مع أصول الشريعة؟ ليعذرني الأمير إن وجد في كلامي قسوة لم يعتدها ولم اقصدها، فليس من عادتي المجاملة وأنا الغريق فما خوفي من البلل، ولكني لن أدخل في مناقشة تفاصيل ما أورته من تهم علينا في مقال عابر على مواقع الانترنت، لأن هذا لا يجدي بين المتحاورين، أريد منك التفضل علي بقبول حوار علني مفتوح يسمعه من بُعد كما يسمعه من قُرب، وأنت من دعاة الحوار المعروفين، ويهمنا الوطن كما يهمك، بل أشعر بالحيف كلما سمعت أميراً يزايد على الشعب بالوطنية وكأنه الوحيد الذي يرعاها، وهو يرى أن الشعب هو الذي يضحي ويموت في سبيل الأمن العام خاصة رجالنا من الأمن الذين ما فتئنا جميعا نؤازرهم ليدافعوا عنا يقدمون حياتهم وييتمون أبناءهم في سبيل راحتنا نحن وإياكم يا سمو الأمير خالد، وبالرغم من حرصكم الطبيعي على أمن هذه البلاد من زاوية تختارونها بحرية، إلا أننا نحن المواطنون أشد حرصاً على أمن بلادنا من جميع الزوايا! لأن مصيرنا وقدرنا ارتبط بهذا التراب الطاهر، لا مفر لنا منه إلا إلى المقابر، بل أكثرنا لا يملك منزلاً فوقه فضلا عن منازل ومنتجعات في الخارج يجدها في الأيام الخوالي لا سمح الله!

ولذا فدفاعنا عن بلادنا خيار استراتيجي أوحد لا نقبل المزايدة عليه، وحرصنا على استقرار بلادنا مصلحة مباشرة لنا بالدرجة الأولى، ومن حقنا أن نعترض على كل من يظن بنا غير ذلك لمجرد أننا طالبنا بإصلاح شأن عام أو عدالة في حكم، أو عدل في حكم أو نصيحة بيننا دون المساس بثوابتنا الوطنية الكبرى، ولما جاءت هذه الفتنة تركنا خلافنا جانباً لنقف مع القيادة في نفس الخندق لمقاومة هذا العنف تدينا لله أولا ثم وفاء لبلدنا وعوناً لحكامنا على البر والتقوى، فوصفنا مثيري الفتنة بالداخل كما تصفهم القيادة، ووصفناهم في الخارج كما كانت تصفهم القيادة فما الخطأ إذن؟ لتأتي يا سمو الأمير فجأة فتحملنا ونحن العزل المفصولون عن مواقع التأثير المغيبون عن الساحة فترة من الزمن، تحملنا أوزار واقع الحال الذي يؤكد أنك أولى بهذه التهم منا لاسيما وقد حدث في منطقة عسير أحداثا يندر حدوثها في أي منطقة أخرى ولا أخالها نابعة من وسطيتكم في التعامل معهم، علما بأن منطقة الجنوب الحبيبة على قلوبنا هي من أفضل بلادنا رجالاً وأصالةًوطيبة، ويكفيهم ما قاله فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالإيمان يماني وهم ألين قلوبا وأرق أفئدة وهم قوم كرم وشهامة، ومع ذلك عجزت هذه القلوب التي شهد النبي صلى الله عليه وسلم على رقتها وطيبها، عجزت أن تتحمل (وسطية) الأمير خالد بن فيصل بن عبد العزيز، قلوب دخلت الإسلام من الطائف إلى صنعاء برسالة حملها الصحابي بمفرده إليهم، وحتى دخولهم في الحكم السعودي كان سلسا من أسرع المناطق استجابة وأقلها تكلفة، مما يعني ضرورة الحفاظ على حقوقهم قديماً وحديثاً، وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين.

أتمنى من الأمير خالد، أن يتحمل الرأي المخالف له بروح رياضية، وأن يتذكر أننا كلنا لنا وعلينا، واختلاف الناس حتى في تقبل هذا المقال هي ضمن التنوع الطبيعي للبشر ولهم الحق في ذلك، لكن يهمنا عموم الرأي دون آحاد الناس، والأمير قال كلمة قاسية في حقي وحق زملائي الذين لا يقلون تذمرا عني مما سمعوه، واتهمنا (بكبائر) أمنية نحن منها براء، أمام حضور أشبه بالمصلين يوم الجمعة ينصتون للخطيب دون همس، ونشر كلامه في وسائل الاعلام الرسمية، فما المانع أن تلقى هذه التهم علينا علانية وسماع ما عندنا عنها؟ كما أتمنى أن يكيف الأمير العزيز نفسه مع حوار المواطن العادي فينظر إلى وجهة نظري هذه على أنها وجهة نظر متواضعة لإنسان طبيعي يأكل الطعام ويمشي في الأسواق! ولدته أمه حرا وسيظل حرا إلى أن يلقى من له العبودية وحده، إنسان سئم من سماعه تكرار (سيدي) و (وخادمكم) وألقاب أخرى لم تكن تستخدم مع الصحابة بل ولا حتى مع الأنبياء، إنسان يريد أن يتذوق طعم الأخوة الإسلامية التي يجدها في القرآن ويفتقدها في الميدان، وأصدقك القول أني على يقين أنك رغم عمقك الفكري وسعة اطلاعك فلن تتحمل مني مخاطبك بالأخ خالد مثلا إلا مجاملا ولوقت محدد، وأتمنى أن يأتي اليوم الذي نرتفع فيه قليلا عما وجدنا آباءنا عليه، وتنزلون انتم إلينا قليلاً عما وضعتم أنفسكم فيه، حتى نؤمن وإياكم بالمساواة وبأن أكرمنا عند الله أتقانا دون أن تفقدوا مكانة أو نخسر كرامة.

لست وربي متحاملاً وبحكم عدم وجود سوابق محرجة مع الأمير أجد نفسي متحمساً للحوار معه إذا أذن، لكي ينحصر الحوار في الأفكار فقط مع الحفاظ على مكانته وقدره واحترام شيبته في الإسلام، ولذا فإني أدعوك يا سمو الأمير إلى حوار علني أنت تحدد زمانه ومكانه وكيفيته، اعتبره حوارا مع مواطن مغمور، بصره بالحق الذي تعتقده واستمع لعله كهدد سليمان مثلا أحاط بما لم تحط به! تعال أيها الأمير لتحرير مسألة الخلاف التي أثرتها في خطابك المتلفز والمنشور بالصحف السعودية، ولكي نعلم أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا! فاختر بارك الله فيك أي قناة فضائية محلية أو عربية أو أجنبية باللغة العربية أو الإنجليزية، واعتبرني رهن إشارتك في هذا الترتيب، وتأكد أننا طلاب حق ولسنا أصحاب تسجيل مواقف، ولن ينقص من قدرك الحوار معي كما لن يزيدني شيئا اللهم إلا الحق الذي ننشده سويا، فاختر ما ترتاح إليه وأنا معك دون قيد ولا شرط على أن يكون هذا الحوار مباشراً. ولأن يجرى الله الحق على لسانك أيها الأمير أحب إلي من أن يأتي على لساني المهم أنه حق كلنا يبحث عنه، واعلم أني لن أتردد بالاعتذار لأمة محمد على الملأ إن ثبت أننا نحن الوسطيين بمواقعنا ومحاضراتنا وظهورنا بالفضائيات ونقدنا لمدارسنا الفكرية التقليدية والسياسية، كما قلت بأننا (النار) التي تحرق (الحطب) لتوقد منه هذه الفتنة!

* * *

قال الأمير خالد الفيصل: سمعت في كثير من الحوارات التلفزيونية من يذكر 'هذه المؤسسة التقليديةب. و90 % من هؤلاء ممن يدعون اليوم أنهم رواد الوسطية في هذه البلاد. رواد الوسطية في هذه البلاد الذين يتهمون اليوم المؤسسة التقليدية التي يقصدون بها آل الشيخ وآل سعود هم الذين نشروا فكر سيد قطب وفكر المودودي، وهم من تلامذة محمد قطب.

هؤلاء الوسطيون هم الذين يتحدثون اليوم عن الوسطية ولكنهم لا يذكرون بن لادن بالاسم عندما يذكرون التفجير، ولا يذكرون القاعدة بالاسم عندما يذكرون التفجير والإرهاب. هؤلاء الذين يذكرون الوسطية اليوم هم نفسهم، افتحوا الإنترنت على مواقعهم، واقرؤوا ما ينشر في مواقعهم من تهجم على الأنظمة وعلى القيادات في العالم العربي والعالم الإسلامي. هم نفسهم، استمعوا إلى أشرطتهم التي لا تزال تولول في مدارسنا وفي كلياتنا في معاهدنا، وفي مساجدنا، واسمعوا ما يقولون، كيف يصفون الحكام العرب؟، يصفونهم بالطواغيت، وكيف يصفون الحكومات العربية؟، يصفونها بالدكتاتوريات التي يجب أن يطاح بها، وهم نفسهم الذين يستفزون كل الشباب لمقاومة كل حكومة وكل سلطة في العالم العربي والإسلامي. هم هؤلاء الذين يتحدثون اليوم عن الوسطية وهم هؤلاء الذين فعلوا ما فعلوا بالمجتمع يريدون أن يلوموا المؤسسة الدينية التقليدية كما يقولون وهم يقصدون آل الشيخ وآل سعود.

نحن لم نعد في عصر الغفوة الذي كنا فيه ولن تعود الأمور كما كانت في العشرين سنة الماضية، ولن نسمح أبدا كما قال سمو سيدي ولي العهد لهذا الفكر أن يستمر. لقد تحدث سمو سيدي ولي العهد وقال سوف نحارب هذا الفكر لعشرات السنوات القادمة، وفي هذا الطول لا يعني هذه القنابل البشرية التي تتفجر بشوارع مدننا، لا، يعني أولئك الذين نظروا لهذا الفكر في بلادنا ونشروه، في مساجدنا وفي كلياتنا ومعاهدنا. أنا أسمي هؤلاء الشباب الذين راحوا ضحايا هذا الفكر: 'الحطبب، ما نريده نحن الوصول إلى من جمع هذا الحطب، إلى من ذهب إلى تلك الشجرة اليانعة وقطع هذا العود، والغصن المورق، وجففه حتى أصبح حطباً، ثم رمى به في شوارعنا مشتعلاً ليحرق ويحترق.

أريد أن نصل لهؤلاء، وهؤلاء يجب أن يحاسبوا على كل كلمة قيلت، وكل شريط وزع وكل كتاب وكل مطوية سلمت لشبابنا، حتى نكشف الزيف الذي انطوى على هذه الأمة لأكثر من عشرين عاماً.

* * *

كتب محسن العواجي: كل ما ذكره الأمير فيما يخص موقع الوسطية أو الوسطيين الذين أعرفهم ويعنيهم عندي له جواب في حينه أن شاء الله، ولكني ذكرت بأني أفضل أن تكون عبر حوار مسموع بنفس الطريقة التي تحدث به الأمير وليس مقالا مكتوبا. الأمير أكثر مني نقدا للمدارس التقليدية. الرجل وصفنا بالنار التي تحرق الحطب ونحن نقوم بدور الماء الذي يطفيء النار، ولقد دعوته لحوار راق لا اقصد من ورائه إلا تبيان الحق لنا أو علينا، وما يدريك لعله يأتي بحجة وبرهان وأسلم له؟

* * *

كتب الأيام: بارك الله فيك يا شيخ محسن، وليت جريدة الوطن وهي تتشدق بالحرية تتيح الحرية لأمثالك للرد على الأمير خالد الفيصل. وليت كثيراً من علمائنا ودعاتنا يفعلون مثلك ويردون على أي شبهة تقال عنهم أياً كان صاحبها. وأتمنى أن يحسن الأمير خالد قراءة خطابك وأن يحسن التعقيب عليه.

* * *

كتب البدر: يا دكتور محسن، هذه نتيجة ما قدمت يداك من التطاول على الشيخ محمد بن عبدالوهاب وأحفاده ورميهم بتهم هم منها براء، بل والله الأولى بها هو أنت ومن معك، إبان أفعالكم في حرب الخليج الأولى، فبالله عليك من أين استمديت فكرك وتهييجك الذي كنت تدعو إليه؟ أأستمددته من كتب الدرر السنية التي ما فتئت عن الطعن فيها على قناة الجزيرة الصهيونية؟ أم من كتب المودودي ومن شاكله ممن تعرفونهم جيداً. بل حتى تطاولت وأصبحت تدندن حول ما أسميته (الوهابية) على قناة العمالة الأمريكية القناة الحرة بزعمهم وساعدت على ترسيخ هذا الفهم لديهم. طوال العقود الماضية لم نر فرقة خرجت من تحت عباءة الدعوة السلفية النجدية التي والله ما رأينا منها إلا كل خير وكل صلاح وكل توحيد وكل سُنة، بل الوسطية والله! كيف لا وهي التي رد فيها علماؤها على خوارج زمانهم من قبل كابن بجاد ومن معه من الإخوان. فاتق الله يا دكتور الزراعة واحذر أصلحك الله من التطاول على أئمة أجمع أهل السنة والجماعة على إمامتهم ولم تعرف معاداتهم إلا من أصناف أهل البدع من صوفية وقبورية ورافضية.

* * *

كتب بو مدلاج: أعتقد أن طلب محسن العواجي مشروع، وهو امتداد لمبدأ الحوار الذي تبنته الدولة مؤخراً، والفروق بين الرجلين لا قيمة لها (كلكم لآدم وأدم من تراب).. علماً بأني مع كثير مما قاله خالد الفيصل، وأزيد، بالقول: أن العنف هو ثمرة للمؤسسة الدينية الوهابية قاصرة النظر.

* * *

كتب متداخل: لا فض فوك يا ابن العواجي، والله إن كلامك أشد وقعا عليه من ضرب السياط. ليعلم خالد الفيصل بأن هناك من هو أفصح لسانا وأكثر بياناً. ولكن هل تظن أنه يقبل بالحوار؟ أنا أظن أن من يحمل مثل نفسه لا يقبل بالحوار ويظن أنه فوق المنزلة التي تدعوه فيها.

* * *

كتب متداخل ثان: (وحتى دخولهم في الحكم السعودي كان سلسا من أسرع المناطق استجابة وأقلها تكلفة مما يعني ضرورة الحفاظ على حقوقهم قديماً وحديثاً). ومعركة حجلا ياشيخ! ألم تسمع بها؟ وماهي حقوقهم القديمة؟ ولو وافق الامير على التحاور معك، أسألك بالله ان تسأله عن أرض تسمى المحارث (قطع مرشد) من كانت له وكيف وصلت اليه لتعلم مدى تقبله للاصلاح.

* * *

كتب ابو خالد: طلب مشروع، ولكن يبقى السؤال هل وصلنا الى المرحلة التي نقبل فيها الحوار بدون فوقية، في اعتقادي ان ترسبات الماضي لا زالت موجودة وخاصة لدى الفئة التي مارست ولازالت تمارس الدور الاحادي. المحصلة النهائية الطلب مرفوض.

* * *

كتب فتى الجنوب: وضعت يدك على الجرح: (ان يشعر المواطن بأنه مواطن) ولن يأتي ذلك من خلال دراسة مادة الوطنية بالتأكيد. أفعال العواجي بعد حرب الخليج هي ما تبنته الدولة قبل عام: (لجنة حقوق الانسان) ونتمنى ان نرى حوارا بين الامير خالد والعواجي.

* * *

كتب أبو رغد: لقد وضعت الأميرخالد على المحك، فإما أن يظهر صدقه واما أن يظهر كذبه على الدعاة والعلماء وطلاب العلم. فاذا استجاب للحوار العلني فهو واثق من نفسه ويتكلم بقناعاته؛ واذا اعتذر او تهرب (وهذا المتوقع) فانما يتكلم من خلال منصبه وبلا حجة ولا دليل معتمدا على ان احدا لن يجرؤ على مخالفته؛ واتوقع انه مصدوم الآن ويبحث عن مخرج من هذه الورطة. ننتظر ابو الفكر العربي وشجاعته للحوار العلني! وليته يتم عبر قناة الجزيرة، حتى تأخذ المداخلات منه مأخذها، فيهرب أو ينسحب وينفضح.

* * *

كتب أويس: أظن أن دعوتك هذه هي فرصة وطنية ليرى العالم كيف نتعامل في بيتنا السعودي، ولكي يسكت الحاسد الذي يثير الفتن من خارج بلادنا، ومثل الأمير خالد حري به أن يقبل هذه الدعوة الكريمة فهو المثقف والمطلع المحب للحوار الفكري، وهو الكبير سنا وقدرا ليعطي درسا في التواضع يراه الشعب قبل أن يراه غيرهم. أنا أرى أن هذا الحوار لن يكون كصراع الديكة أو كبرنامج الرأي المعاكس، بل سيكون خطوة لتقارب الشعب مع القيادة أكثر فأكثر، سيما وهو حوار بين اثنين عرفا بالعقل والحكمة إن شاء الله. إن الأيام تتسارع والأحوال تتبدل، ولا مكان للجمود ولا للتفكير بأسلوب الماضي، فليت هذه المناظرة تتم ليؤرخ بها منعطف كبير في تاريخ وطننا العزيز ولتكون باباً يفتح لدخول الهواء النقي الذي لا يكدره عبث العابثين ولا تأليب المؤلبين.

* * *

كتب الشيخ سليمان الخراشي: أعجبني في كلام الأمير خالد قوله: (كذلك الإسلام مذكور في النظام الأساسي للحكم لأن جميع الأنظمة ملزمة بأن تكون مبنية على قواعد إسلامية، كذلك أذكركم بكلمة سمو سيدي ولي العهد قبل أسابيع عندما قال إما أن تكون هذه الدولة إسلامية أو لا تكون. ليس هناك خلاف على هذا الموضوع. لا عندنا في هذه البلاد، ولا عند الذين يرافقوننا من خارج هذه البلاد). وكذلك قوله: (أنا لا أدري ما دخل 'الإخوانب بموضوعنا. هذه الظاهرة التي لدينا الآن ليس لها علاقة بـبالإخوانب. نظراء أسامة بن لادن كانوا تلاميذ أول مدرسة لم أسمع بها، هذه الظاهرة التي لدينا اليوم لا علاقة لها بالإخوان ولا علاقة لها بهذه الأمور التاريخية التي استغلها البعض للإساءة إلى ما يسمى من بعضهم بالمؤسسة التقليدية الدينية في المملكة العربية السعودية).

وهذا رد على من يريدون إلصاق الإرهاب بدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، وهي الأساس الذي قامت عليه هذه البلاد كما هو معلوم. فمن يقدح في الدعوة السلفية إنما هو يقدح لزامًا في من ناصرها ونشرها من أئمة آل سعود. ولكني ألفت نظر الأمير وفقه الله للخير إلى أن بعض من تكلم أمامه هم من هذا الصنف الذي يطعن في دعوة التوحيد، ولهم مقالات مشهورة في هذا! ولكنهم يتسترون أمامه بدعوى محاربة الغلو والإرهاب.. وهم أهل الغلو والإرهاب لو كانوا يشعرون! ولكن من الطرف الآخر. فليت الأمير خالد دعا إلى هذا اللقاء العلماء والدعاة المعروفين بسلامة العقيدة والمنهج.. وجانب الغلاة من الطرفين.

* * *

كتب إبن الوطن: أعلم أنك قد كتبت هذا الموضوع في ساعة غضب. وما كان لمثلك بتجاربه أن يكتب وهو غضبان. الأمير خالد له مواقف معروفة وآراء مشرفة. جد العذر لأخيك. اليس من الممكن أن يكون يقصد الموقع وما يكتب فيه ولست أنت بالذات وهو مصيب وأنت مصيب. ما جدوى الحوار أمام الخلق. منهم المحب وكثير كاره لك وله ممن يحب أن يشعل الفتن. رجائي أن تقوم بحذف هذا الموضوع، وتطرد الشيطان اللعين ولا تستمع لمثيري الفتن ممن يكرهك ويكره الأمير. إن أردت الحوار مع الأمير، فاتصل بمدير مكتبه وحدد موعدا واذهب اليه ووضح رأيك له سواء إختلفت معه أو وافقته.

* * *

كتب المسك: ما قاله خالد الفيصل ونشره في الصحف، وما قام به العواجي من رد عبر الإنترنت ليس في مصلحتهما، وهما يحققان للأعداء أهدافهم عن جهل وغباء وتخلف أو عن علمٍ لخيانة وعمالة للأعداء. الأعداء يسعون الآن لبث الفتن وإثارة الضغائن والأحقاد بين الشعوب وحكامها ليسهل عليهم إزالتهم فهل هذا يصب في مصلحتك ومصلحة أسرتك التي توحدت معهم قلوب شعوبهم قبل توحيد الأوطان فاستطاعوا أن يبنوا هذا الكيان الشامخ وهذه الوحدة التي تعتبر من معجزات العصر الحديث. يجب عليك الأبتعاد عن إثارة الضغائن والأحقاد بين الحكام والمحكومين. أعداؤك الحقيقيون هم المنافقون من العلمانيين الخونة. كان الأجدر بك أن تكتب خطابك هذا لخالد الفيصل وتعطي ولاة الأمر صورة من الخطاب وتطالب بحقك من خالد الفيصل وتعطي صورة منه إلى أقرب المقربين إليك لينشره عندما تتعرض لأي أذى ولا تستطيع نشره بنفسك فيما بعد ويقال هذا الخطاب الذي سبب لمحسن العواجي السجن وسيتعاطف معك جميع المخلصين من المواطنين.

* * *

كتب جلابص: يا ليل ما اطولك. الرجل ما احتمل عايض القرني، ولا احتمل جمع التبرعات للفقراء في تهامة، فهل تريد منه أن يحتملك؟! على أية حال أعطنا خبراً اذا جاءتك مكالمة رقيقة من مكتب (الأخ!) خالد الفيصل!

* * *

كتب فيضان: أما كان بالامكان أن تلتقي الأمير وتهمس في أذنه بعيدا عن العيون بما يجيش في خاطرك دون أن تظلمنا معك! فلا يجوز أن تنتقم (لنفسك) على المنابر وأنت تعلم أنه لا يهمنا رأي الأمير بك ولا رأيك بالأمير. إنك بذلك تؤصل للخروج وتأتي بسابقة ما أتاها من قبلك أحد الا وانتهى ارهابيا يعد ويرهب. فلا نعجب أن يأتي بعدك من يطالب الأمير بالكف عن الغزل وشعر الأغاني! إنك في سعة من أمرك فلماذا تضيق واسعا وقد أمرك الله أن لا تنصح لأماما أو أحدا من(أقربائه) أو حزبه الا سرا؟! أتترك طريق الطاعة وتسلك طريقا لم يبدأ به أحد الا وانتهى غريبا؟!

* * *

كتب الفايز: يؤسفني أنك في هذا المقال لم توفق في معالجة الموضوع المطروح للنقاش، ويبدو أنك كتبت المقال في حالة انفعال وتوتر وانزعاج مما ذكره الامير خالد الفيصل عن حال الوسطيين. وكان حري بك أن لا تكتب مقالا تهاجم به الامير خالد عن تهمة لا يمكن ان تنفيها انت عن نفسك، ولا عن بقية المعنيين بها. فمبدأ الهجوم خير وسيلة للدفاع مبدأ ليس بالضرورة ناجحاً في كل الحالات بل هو في حالتك اسلوب فاشل في معالجة هذه التهمة! فأقل ما يقال عنك في هذا المقال أنك لم تستطع أن تدفع عن نفسك التهمة، فأخذت تقلب الماضي للبحث عن مخرج. حري بمثلك أن لا يكون سهل الاستثارة فليس كل ما قاله الامير خالد انت المعني به فهو لم يذكرك بالاسم وهناك شركاء آخرون لك في الوسطية! لا أنصحك بالحوار مع الامير مع احترامي لك إذا كنت ستنهج نفس النهج في هذا المقال!

الحقيقة التي يعرفها غالب الشعب السعودي هي: ان الوسطيين لا يذكرون اسامه بن لادن بالاسم في مناقشتهم لمواضيع الارهاب! ولا يستطيعون القول بأن أسامه بن لادن خارجي! وهم أول من وضع لبنات الخروج على ولي الأمر! وعلى الوسطيين ان يكفروا عن هذا الماضي وأن لا يقلبوا صفحاته كثيرا لأنه غير مفيد لهم ولا للوطن ويجب أن نعتبرها مرحلة وانتهت وعلينا ان نفكر بالمستقبل وبما يحيطنا من مخاطر!

* * *

كتب أبو لـُجين إبراهيم: حقيقة أعجبتني هذه الجملة في كلام الدكتور محسن العواجي: (إلا أننا نحن المواطنون أشد حرصاً على أمن بلادنا من جميع الزوايا! لأن مصيرنا وقدرنا ارتبط بهذا التراب الطاهر، لا مفر لنا منه إلا إلى المقابر، بل أكثرنا لا يملك منزلاً فوقه فضلا عن منازل ومنتجعات في الخارج يجدها في الأيام الخوالي لا سمح الله!). ولئن أختلفنا مع الدكتور محسن العواجي في بعض الجوانب إلا أنه أخونا نحبه ونتمنى له الخير. أما الأمير خالد الفيصل فهو لم يقدر المؤسسة الدينية التي دافع عنها عندما أصدرت اللجنة الدائمة فتوى في تحريم المهرجانات الغنائية المعروفة والمشهورة في أبها، بل أن المفتى العام اتصل بالأمير خالد الفيصل بشأن المهرجانات الغنائية التي تقام في عسير وأنكر عليه وجودها.

* * *

كتبت ريمانة: أسأل سمو الامير سؤالين فقط، ونرجو الاجابة عليها بكل وضوح: هل الصك الذى صدر بحق الداعيه عائض القرنى له اصل او تزوير، وهل ذلك الصك حطب لنار الارهاب او ماء تطفؤه؟ ولماذا أغلب السعوديين المشتركين فى احداث 11/9 جاؤوا من منطقة اميرها خالد الفيصل؟ هل السبب هو وجود الوسطيين ونحن نعرف انه ما كان يوجد فيها منهم الا عائض القرني، وقد طرده خالد الفيصل؟ أم ان السبب هو تصرفات الأمير السيئة مع أهل المنطقة والتي أشعلت شرارة الإرهاب وأوقدت حطبه في العالم كله؟

* * *

كتبت أجيال: لا أحد يشك أن العواجي في هذه الفترة هو ممن يسهمون في اطفاء الفتنة بطريقتهم الخاصة جدا. هذا لا يعني ابدا أن العواجي وأمثاله ورغم وجودهم الآن في خندق من يرشون الفتنة بالماء، أنهم لم يكونوا قد التزموا الصمت فيما مضى، وأنهم ممن كانوا يشعلونها بطريقتهم ويجمعون حطبها من خلال اسلوب نقدهم وفكرهم ومنهجهم بدعوى الرغبة في الإصلاح.

* * *

كتب التنين: العواجي جوعان للسلطة! فمرة هو مجاهد.. واخرى بريء من المجاهدين.. وثالثة وسطي، والآن قدر ربك وما شاء فعل، وقد أصبح عقلانياً وديمقراطياً! وأما نكتة الوسطية التي يقدمها لنا فما هي إلا نكتة سمجة تبكي اكثر مما تضحك إن كان من ينادون بالوسطية يدعون الى قتل إخوانهم من المسلمين وإخوانهم في التاريخ والوطن أو على الأقل تهميشهم؟ لتعلم يا دكتوربأن الوسطية هي إستيعاب الجميع بدون منّـة منك ولا من غيرك.

* * *

كتب تميم القديم: العواجي جاء مندفعاً باتجاه الآخر، وفي الوقت نفسه لا زال مستمرا في تصريحاته عبر القنوات، وكأنه في مأمن تام من أي لسعة أو لدغة أو عضة مميتة، مع أنني أرجو أن لا تحدث هذه الأخيرة.

* * *

كتب ابوتمام: من ينكرون على الدكتور كتابته هذا المقال فانهم يتجاهلون ان انتقادات الامير كانت علنية وعلى شاشة التلفزيون وفي الصحف، فاقل القليل ان يرد العواجي بطريقة علنية وان كان لا يملك التلفزيون ولا الصحافة فهو يملك الكتابة عبر شبكة الانترنت.

* * *

كتب الدكتور محمد الحضيف: كان في النفس كلاما كثيرا عبرت عنه في مقالك هذا. منذ مدة وانا اتابع بعض ما يصرح به الامير خالد الفيصل.. اصالة، او نيابة، من خلال جريدة الوطن التي يملكها. لاحظت.. كما لاحظ كثيرون، ان خالد الفيصل يضيق بالرأي الاخر، وهو على رأس مؤسسة فكرية حشد لاقامتها الكثير من الجهود، والكثير من (المفكرين). يمارس الامير خالد موقفا اقصائيا، حينما يفترض سوء النية في (الاخر)، لمجرد عدم اتفاقه مع طرحه. حدث هذا مع الدكتور خالد الدخيل. ان الحوار مع الامير، ومناقشته فيما يطرح، خاصة حينما يتخلى عن دوره، بوصفه حاكم منطقة، وشخصا مسؤولا في الدولة، وينتمي للاسرة الحاكمة.. فيكتب رأيه في الصحف حول ظاهرة اختلط فيها الفكري بالديني والسياسي، او حينما يصرح في (مظاهرة ثقافية)، يشرف عليها، فيصنف فئات من الشعب على اساس: (مع وضد).. او (فاعل واداة).. ان الحوار معه، في ظروف كهذه امر حتمي، حتى لا يظن الناس ان ما يقوله خالد الفيصل، يمثل الرأي الرسمي، ويعبر عن رأي القيادة! ان كون الامير احد افراد الاسرة المالكة، لا يعني بالضرورة ان رأيه.. و(تصريحاته) هي التوجه الحقيقي للدولة.. بقدر ما تعبر عن موقف شخصي، لإن رسم السياسات، في اي بلد، اختصاص اصحاب القرار، كل فيما يخصه.

حينما قرأت مقال خالد الفيصل (من غيب البسمة)، الذي نشره في جريدته الوطن، اتضح لي ان الامير (يلون) الحقائق والتاريخ.. ايدولوجيا، وبطريقة تصادر حق الانسان، في ان يقرأ التاريخ كما عاشه، خاصة وانه تاريخ قريب، لا يمكن الادعاء انه حدث في ظروف (استثنائية)، تجعل معرفة الحقائق فيه صعبا ومتعذرا. كيف يقول الامير ان المراكز الصيفية تحولت الى معسكرات للتدريب على الاسلحة؟! اين حدث هذا؟! لقد شاركت في تلك المراكز.. كما شارك عشرات الالوف غيري، فأين كان التدريب؟! صدقا.. لقد تمنيت اني تدربت على السلاح، حينما اجتاحت جيوش صدام الكويت، ودخلت حدودنا الشمالية الشرقية، في مدينة الخفجي! ان (الوسطيين) رقم صعب، لايمكن تجاهله، في اي معادلة اصلاح. حقيقة تجاهلها يطيل امد الازمة، ويعيد المجتمع والوطن الى المربع.

* * *

كتب محسن العواجي: بعض الأخوة يلومني على نشر المقالة في الانترنت ويقترح الهمس في أذن الأمير، وهذا اقتراح في مكانه لو ان الأمير قالها في مجلس خاص لكنه اعلنها مدوية برا وبحرا وجوا ولم اتحقق من كلامه إلا من جرائدنا الرسمية وفي تلفازنا السعودي فأين الخصوصية ابتداء، حتى نطالب بها انتهاء؟ أما الذين يريدون همسا مقابل موقف معلن فلا أتفق معهم البتة. بالرغم ان جريدة الوطن من اكثر الجرائد انفتاحا إلا انه من السذاجة افتراض أنها ستنشر مثل هذه الرسالة ولا مدها ولا نصيفها ولذا اختصرت الطريق ويكفي نشرها في الانترنت لأن الهدف إيصالها إليه وليس التشهير به.

إن استغرابي لكلام الأمير إنما هو نابع من اختلافه الجذري عما نلاقيه من الأمراء الكبار كالأمير عبد الله والأمير نايف والأمير سلمان ووالأخ محمد بن نايف (وهو من القلائل الذين نستطيع مخاطبتهم بالأخ دون أن نتحرج او يتحرج) فيما يخص موقفنا من العنف ولذا ذكرت في المقال انهم يشكرون السعي ويقدرون الجهد فهم ليسوا معنيين بهذا المقال الذي خصصته لموضوع التصريح الذي أدلى به الأمير خالد الفيصل ضدنا ولم نسمعه من أي ممن نتعامل معهم منذ فترة.

* * *

كتب دكتور استفهام: اننا نعيش في زمن غياب المناطق الرمادية في الفكر والواقع، وان كان الانسان لا يستغرب صدور هذا من بعض الصحفيين المبتدئين حين يعلنوا هذا الامر في الصحف لاغراض خاصة، او لانتقام ايديولوجي مع الدعوة والمجتمع، فانه الامر يستغرب جدا حين يصدر من مثل (خالد الفيصل) الذي يعتبر قيادة من قيادات البلد، حيث يفتح النار على فئة كبيرة مكونة من آلاف مؤلفة من العلماء والدعاة والشباب. وهو يعلنها صريحة انها بداية حرب شرسة على هذا التيار وانصاره.

* * *

كتب طالوت المعافري: لقد تجاوز الأمير حدوده وحاول أن يطبع المنكرات في أبها وضايق الدعاة فيها ونفرهم وتعامل معهم تعاملا دكتاتوريا سيئا وحاول أن يبين أن مشروعه السياحي في أبها مشروعا لا يخالف منطلقات البلاد الأسلامية، ومع أن هذا استغفال للخلق وانكار للحقائق إلا أنه مازال مصرا عليه بطريقة فجة مكشوفة! والجديد عند الفيصل أمران: محاولة تطبيع المنكرات وترسيمها وتنظيمها بل واضفاء الشرعية لها بحجة سطحية واهية وهي أن الدولة اسلامية ولا يمكن أن يقع فيها إلا ما هو اسلامي وهذه تسطيح للعقول؛ والثانية، تحويل النشاط الثقافي في مشروعه السياحي للهجوم على مكتسبات البلد الدعوية.

* * *

كتب الاشعث الاغبر: لن تظفر برد من خالد الفيصل ولا من احد من اعوانه.. ليس لجهلهم ولا لكبرهم.. وإنما لعلمهم اليقيني انهم على باطل ولا يستطيعون المواجهه أيا كانت سوى بالسيف والخرس. حسبك ان تعرف انه على مدى قيام الدولة لم يجرؤ أي امير على الخروج علنا ومناقشة الناس امام الملأ لإنه لا يملك حقائق تستند عليها شعاراته! حسب المقالة انها اسقطت الشعار الذي يتشدق به خالد الفيصل وأشباهه (الحوار والانفتاح).

* * *

الصفحة السابقة