التعليم الديني السعودي: الملف مازال مفتوحاً

لعنة الحادي عشر من سبتمبر مازالت تلاحق الحكومة السعودية، فقد باتت مناسبة محمّلة بنذير شؤم كلما اقترب موعد احيائها، فأصبحت موعداً لكشف الحساب العسير بالنسبة لكل ما له صلة بتلك الهجمات التي أطلقت العنان للادارة الاميركية كيما تملي إرادتها وشروطها على دول العالم بأسره.

قضية المناهج التعليمية في السعودية مازالت مطروحة باعتبارها مصدراً لتغذية التطرف الاسلامي حسب ما تقوله الادارة الاميركية. وبعد خمس سنوات على وقع هجمات الحادي عشر من سبتمبر، يرى المتخصصون في الشؤون التربوية السعودية بأن ثمة مشكلة جوهرية في المناهج وتعود الى وجود تفسيرات خاطئة للنصوص الدينية وهي المسؤولة عن تعميم ثقافة غير متسامحة مع الآخر.

يقول حمد الماجد أستاذ التربية في جامعة الامام محمد بن سعود بأن مشكلة المناهج تكمن في تفسير النصوص من قبل الذين عندهم أصلاً فكراً متطرفاً كونها تؤيد تصوراتهم، وهناك نصوص تغذي التطرف أذا أخرجت من سياقها. وقد طالب الماجد المسؤولين السعودين بإعادة النظر في المناهج (بدون حساسية وازالة ما يمكن اساءة فهمه).

هل غير الحدث المناهج السعودية؟

من جانبه قال خالد العواد عضو مجلس الشورى السعودي المعين ووكيل وزارة التربية والتعليم سابقاً، إن هناك عوامل أخرى أكثر تأثيراً في تغذية التطرف مثل (الظلم الواقع على بعض الشعوب المسلمة) والانحياز الاميركي لاسرائيل الذي يولد شعورا بالكراهية تجاه الولايات المتحدة.

وقالت عزيزة المانع استاذة التربية في جامعة الملك سعود وخريجة إحدى الجامعات الاميركية أن (الخلل يكمن في تضمين الآراء الشخصية لواضع الكتاب في كتب العلوم الدينية). واضافت (بعد وضع الآية أو الحديث مثلا يضيف الكاتب من عنده (حواشي) ويضمنها آراءه الشخصية التي فيها تعصب). وأضافت المانع إن هناك حاجة لتطوير التعليم برمته باضافة مواد علمية وتغيير اساليب التدريس وتعويد الطالب على الاستقلالية في الرأي.

وتابعت (اذا استطعنا أن نخلق طالباً يفكر بحرية فهو لن يتأثر كثيراً بما تتضمنه بعض الكتب من آراء شخصية (...) طلابنا الآن لا يعرفون العقل النقدي).

وقالت المانع في هذا الصدد ان الكتب التي تدرس في المدارس والجامعات وضعها كتاب سلفيون يعمد بعضهم الى اضافة تفسيراتهم (للتحريض ضد اي توجه يخالف الفكر السلفي). وأضافت (لا القرآن ولا السنة يقولان أي شيء عن المذاهب بما أن الانقسامات (بين المسلمين) ظهرت في الجيل الثاني. أي شيء يذكر في الكتب عن المذاهب هو اجتهادات من قبل علماء). وعلّق الماجد على ذلك، بأنه يجب عرض معتقدات الطوائف غير السنية في الكتب بشكل (العرض الاكاديمي فقط أي كوقائع وليس بنظرة الناقد).

واوضحت هتون الفاسي المتخصصة في تاريخ المرأة القديم والناشطة في مجال حقوق المرأة أن السعوديين لم يبدأوا التحدث علنا عن (الطوائف الاخرى) غير السلفية الا قبل حوالى ثلاث سنوات بعد أن فجّر عناصر من القاعدة موجة من العنف في داخل المملكة الغنية بالنفط بينما كانت هذه الطوائف مغيبة تماماً في السابق.

الصفحة السابقة