سلمانكو

(سلمانكو)!

إنه الملك سلمان، وقد أطلق المواطنون عليه هذا الإسم، استخفافاً واستحقاراً، مع ما يحمله من مضامين، فهو يشير أيضاً الى سلمان وشركائه من أبنائه، كالشركة العائلية تماماً، مع فارق وحيد وبسيط، هو أن هذه الشركة هي كامل حمولة الدولة السعودية، التي أصبحت إقطاعاً ليس لآل سعود، وليس الى جناح من أجنحة العائلة المالكة، كما كان ذلك سابقاً، بل الى عضو واحد في فريق السديريين السبعة من ابناء الملك المؤسس (يسمّونه الموسوس)، هو سلمان.

لأول مرة في تاريخ السعودية، يُطلق على عهد الحاكم إسماً وفي حياته.. لقد أصبحنا في (العهد السلماني) وهو عهد له مواصفاته الخاصة، مع اشتراكه في مواصفات من سبقه من الملوك.

حين تتصاعد حدّة الاعتقالات، تأتي تعليقات المواطنين ساخرة مذكّرة المواطن بأن لا ينسى أنه يعيش في (العهد السلماني)!

وحين تتصاعد سطوة المؤسسة الدينية وهيئة المنكر ومشايخ التطرف والعنف، ينسبون الفضل الى (العهد السلماني) المجيد!

وإزاء الهزائم العسكرية والسياسية المتصاعد، رغم أن الإعلام السعودي لا يقصّر في تحويلها الى انتصارات وأمجاد خالدة، فهذه لا تحدث مجتمعة مع المغامرات إلا في عهد سلمانكو.

سلمانكو.. له ابن (يحتكم) على نصف المملكة، لمجرد أنه حامل جيناته، عمره ثلاثون سنة، ومع هذا أصبح أصغر وزير دفاع في العالم، وبيده قرارات نصف وزارات الدولة، أو لنقل كل الوزارات الخدمية. إنه (رومل بن سلمان)!

ولـ (سلمانكو) إبن آخر، نال حصته من المديح، هو سلطان، ذاك الذي أُرسله الأميركيون للفضاء عام 1985، وقال يومها أنه أمضى وقته يصلي ويقرأ القرآن طيلة الرحلة الفضائية.. ويومها أيضاً، كتب أحد الطبّالين عن ابن (امير الثقافة/ الآن صار ملكها) مستخدماً القرآن عنواناً لمقالته بفجاجة بالغة، فكان العنوان (لا تنفذون إلا بسلطان)! وسلطان هذا، يرأس هيئة السياحة والآثار، وفي عهده، تمّ تدمير ما تبقّى من آثار النبوة وآثار الإسلام الخالدة في الحجاز! لكنه أبقى وحافظ على تراث آل سعود، وعلى مدينتهم الدرعية، كما ابقى على تراث الوهابية، واحتفظ لنا بسروال جدّه (الموسوس)!

ومن أعضاء شركة (سلمانكو)، عبدالعزيز بن سلمان، نائب وزير البترول والثروة المعدنية.

ومن الأعضاء فيصل بن سلمان، أمير منطقة المدينة المنورة.

ويبلغ سلمانكو من العمر ثمانون عاماً، فهو من مواليد 1935؛ لكن لديه أبناء لم يطل عمرهم:

فهد بن سلمان، الإبن البكر، كان نائباً لأمير المنطقة الشرقية السابق محمد بن فهد، توفي في 2001، عن عمر يبلغ 45 عاماً، وأشاع النظام انه مات بالسكتة القلبية، والحقيقة انه مات بسب الإدمان على المخدرات. من حسن الحظ ان الديوان الملكي لم يقل لنا أنه مات وهو محتضناً القرآن الكريم!

ابن آخر لسلمانكو هو أحمد بن عبدالعزيز، رئيس مجموعة أبيه الإعلامية (الشركة السعودية للأبحاث والتسويق) التي تصدر الشرق الأوسط وأخواتها. هذا الأمير مات بعد وفاة أخيه أحمد بعام واحد فقط أي في 2002، وعن عمر لا يزيد عن الـ 42 عاماً. قالوا أيضاً انه توفي في جنيف بسبب مرض عضال لم يحدده الأمراء. لكن السبب، مرة أخرى، هو أن أحمد توفي بسبب الإدمان على الخمور، رغم محاولات علاجه المتكررة. قيل أن خشونة أبيه (سلمانكو) بحقه كانت سبب إدمانه هو وأخيه فهد المتوفى.

وفعلاً فإن سلمانكو كان خشناً على أبنائه، اللهم إلا الصغار، ويتداول أهل الرياض مثالاً لقسوته، هو أنه رتّب حادثة سيّارة لقتل إبن غير شرعي له، وتمّ له ذلك، وقتل ابنه!

لكن هذا لا ينفي أن سلمانكو شعر في سنواته الأخيرة بالأسى على من فقد من أبنائه، فعوّض ذلك بتدليل ابنه محمد، وهو أصغر الأبناء، فأفسد (آخر العنقود) بالمال والمناصب لاحقاً، ويُقال أنه يسير على خطى أخويه المتوفين، يظهر ذلك من لقطات الفيديو والصور القليلة التي يتم تقطيعها وهو يحرك عينيه وفمه ولا يستطيع الوقوف متزنا!

هذه أيها القراء الأعزاء.. شركة سلمانكو غير المحدود!

الصفحة السابقة