إبن نايف يكسر ريشة عبدالله جابر

نحن في العهد السلماني، عهد التغريدة التي يسجن بسببها عشر سنوات!

 

نحن في العهد السلماني، الذي يفصل المرء من عمله بسبب تغريدة.

نحن في العهد السلماني، الذي ينتقد فيه حتى مستشفيات وزارة الصحة يتم سجنه وجلده.

نحن في العهد السلماني، الذي يمارس حرية التعبير فيه، يتم قصبه وقطع رقبته!

عهدٌ تمدد فيه القمع والقتل والصلب!

عهدٌ للتو سجن فيه د. زهير كتبي؛ وسمر بدوي؛ وفصل فيه حسن مكي؛ وقطع فيه رأس العشرات، ويبشرنا صاحب العهد الزاهر بالمزيد.

العهد السلماني.. عهد الخَنْقِ والإختناق!

حتى غروبات الواتساب، تم تهديد القائمين عليها علناً بالسجن لخمس سنوات!

وحتى القضاة ظهروا علينا يهددون بالإعدام لمن ينشر الشائعات بزعمهم.

عهد لا يؤمن حتى بنظرية التنفيس الإجتماعي منعاً للإنفجار!

عهد لا يؤمن بالعصا والجزرة، فالجزرة التهمها الأمراء وحاشيتهم، ولم يبق إلا العصا والعصا، اضافة الى السيف الأملح، مع كبرياء وقوة مزعومين!

وهناك المزيد من العطايا في العهد السلماني البغيض.

عبدالله جابر، هو أشهر رسام كاريكاتير في المملكة، وقد تتالت إبداعاته في صحيفة مكة، بل كانت رسومه أفضل ما

عبدالله جابر، هو أشهر رسام كاريكاتير في المملكة، وقد تتالت إبداعاته في صحيفة مكة، بل كانت رسومه أفضل ما في الصحافة السعودية التي يغلب عليها اللون الواحد، وكأن الصحيفة طبق الأصل للأخرى، أخباراً ومحتوى. وحتى المقالات، تكاد تكون متشابهة في الأفكار والمواقف، وتحت سقف السلطة وتوجيهاتها.

لكن رسوم عبدالله جابر هي النشاز، وقد آن لهذا النشاز والنشوز بل الشذوذ أن ينتهي. حيث قررت السلطات الأمنية السعودية منعه من العمل في أية صحيفة سعودية، وأن لا ينشر رسومه على مواقع التواصل الإجتماعي، وأن يختفي من الساحة الإعلامية كليّة، وذلك عقاباً له على نشر رسم كاريكاتيري عن الميزانية السعودية المنهوبة والمثقوبة في آن. النشر لم يكن في صحيفة وإنما في موقعه على تويتر ليس إلا!

 

إيقاف عبدالله جابر، واختفائه، فجّر غضباً على مواقع التواصلالاجتماعي، وتساؤلات عن مصيره، وإدانات لنظام باغ ما عاد يتحمّل كلمة. نشر الباحثون عن جابر كاريكاتيراته القديمة والجديدة تحدياً، واحتجاجاً على النظام. كاريكاتيرات تبرز فشل النظام في الإسكان، وفي مكافحة الإرهاب عبر مركز مناصحة ابن نايف، وتنتقد الظواهر الاجتماعية كالقبلية التي لازالت مسيطرة على عقول البعض؛ كما تنتقد آفة الفساد المستشري في البلاد؛ ومحتكري الأراضي وناهبي الثروات، وأدان جابر في كاريكاتيراته الأمراء الذين يزعمون تقبل النقد وهم لا يظهرون سوى (العين الحمراء).

عبدالله جابر، الرسام والفنان، مُنع حتى من رزقه، وتمّ تكسير ريشته، وسيكون محظوظاً ان لا يتعرّض جسده لأذى جلادي محمد بن نايف. كان عبدالله جابر يتوقع المشاكل وذلك قبل يومين او ثلاثة من منعه. قال: (كرسام كاريكاتير يومي، أعيش يوماً عظيما من ناحية وفرة المواضيع، وفي نفس الوقت يوماً صعباً جداً، من ناحية حساسية نقدها). وأضاف: (الإخوة اللي يقولون انتقد وما عليك. لو توقفتُ ففي احسن الأحوال بِتْسوّون لي هاشتاق لمدة يوم ثم بتنشغلون بهاشتاق عن الكورة أو الغبار. بَلاش).

يومان او ثلاثة وحدث المنع، وبعد عشرة أيام كتب عبدالله جابر الفنان والرسام فقال: (تمّ ايقافي قبل عشرة أيام عن النشر في جميع الصحف السعودية، ومنعها من نشر أي موضوع عني، لأجل غير مسمى)؛ واضاف: (بسبب حساسية الوضع، وحرصاً منّي ألا يُستغل إيقافي للإساءة لوطني، لم أنشر خبر إيقافي في حينه).. وأكمل: (نشرتُ خبر إيقافي الآن لكي لا تنتشر الإشاعات المبالغ فيها حول توقفي والتي نشرت في أكثر من هاشتاق).

مباحث آل سعود بالمرصاد لكل راس أو قلم ولا حلّ لديهم إلا الكسر!

لكن سيأتي يوم غير بعيد، وسيُكسر فيه رأس أمراء النفاق، وسيزول حكمهم الطاغي.

الصفحة السابقة