الحوالي و 'الجهاد' الوهابي

بعد العراق ستسقط السعودية كتفاحة فاسدة

عاد سفر الحوالي بعد إصابته بالجلطة في دماغه ليحرّض من جديد على العنف، بمسميات الجهاد، رغم أن تجربة سابقة جرّت على المملكة الكثير من الدواهي من أفغانستان. والقصيدة الجديدة تمتدح القاعدة وأعمالها في العراق، وقد رآها محللون أنها جاءت بعد مقتل الزرقاوي وفيها تسلية لحملة العنف الدموي الوهابي الذين تقاطروا من كل أنحاء العالم ليس لقتال الأميركيين فحسب، الذين لم يصبهم إلا النزر اليسير، بل ولقتل كل من خالفهم في الرأي، والتوسع في قتل المدنيين في الأسواق والمساجد وأماكن التجمعات العامة.

والحوالي الذي صمت مدة تصل الى العام، فجّر قصيدته حاثّاً على قتال الكفار، والمضي فيه فالنصر قريب، والعدو الى زوال كلمح البصر. يقول الحوالي:

الآن يزهـو علـى راياتـَك الشـرفُ

ويسقط البغي والعـدوان والصلـفُ

يـا قـاهـرَ الكـفـرِ مهما ارتـدَّ صائلـهُ

لا الضيمَ ترضى ولا بالجرح تعترفُ

هـو العراقُ عـراق الـدينِ ديـدنه

أن يجعلَ النصرَ ينبوعاً ويرتَشفُ

يا قاهـرَ الكفـرِ علِّمها بأن لنـا

ديناً عن المللِ العوجاءِ يختلفُ

ما بين بغدادَ والفلوجة انتصبت

كبرى الأخاديد فالنيران تلتهـفُ

للـه جـنـدٌ إلى الـزوراء مـأرزه

قصاصه العدل لا حيف ولا جنفُ

ضجت لتكبيره الأنبار فانتفضت

وطار منها بغاث الغدر وانقصفوا

وحصن بعقوبة الأساد تحرسه

لله ما أضرموا فيها وما نسفوا

والمعلوم أن الحوالي كان ولازال أحد أهم المحرّضين للمتطرفين الوهابيين للذهاب الى العراق والقتال هناك، وهؤلاء هم الأشرس والأقل تقوى فيما يتعلق بالخوض في دماء الأبرياء من المدنيين. وسبق للحوالي أن أقنع الحكومة السعودية بأن لا تتواجه مع التيار العنفي الوهابي، على أن يغادر المطلوبون العنفيون الى العراق للقتال. وقد كشف عن ذلك قادة القاعدة في السعودية وعلى رأسهم القيادي السابق صالح العوفي.

وفلسفة الحوالي تقول بأن المعركة الآن في العراق، فإذا ما حُسمت لصالح من أسماهم بالمجاهدين فإنها ستحسم في أكثر من بلد عربي، وفي مقدمتها السعودية، التي ستسقط كتفاحة نخرة في أيدي التطرف الوهابي، وبالتالي قيام الدولة الدينية الأصيلة التي بشر بها الصحويون في كتاباتهم، باعتبار ان الدولة السعودية الحالية ليست دولة دينية، أي أنها ليست دولة مجندة لخدمة العقيدة، بل دولة تجند فيها العقيدة لخدمة الدولة.

ويعتقد الحوالي وآخرون من علماء الوهابية، أن الإنتصار الوهابي (القادم!) في العراق، هو انتصار مذهبي كوني ضد (الرافضة) قبل أن يكون انتصاراً سياسياً لصالح السنّة العرب، أو انتصاراً عسكرياً ضدّ القوات الأميركية.

الصفحة السابقة