عودة الإبن الضال

بـنـدر الـى الـفـتـن مـجــدداً!

محمد قستي

بعد غياب طويل نسبياً دام عامين تقريباً، ودون توضيح لا من الديوان الملكي، ولا من الأمانة العامة لمجلس الأمن الوطني، ولا حتى من عائلة الأمير سلطان بن عبد العزيز.. عاد أحد أبرز الأمراء السعوديين المثيرين للجدل الى البلاد في هيئة تبدو وكأن العودة جاءت بترتيب مسبق، خصوصاً وأن الحفاوة المبالغ فيها التي حظي بها الأمير بندر في مطار الرياض تلفت الى أمر ما غائب مع غياب الأمير، فحضرت لحظة ظهوره من بوابة الطائرة الخاصة. وهو تطوّر يلقي الضوء على المفاوضات المعقّدة حول من يرث العرش.

سيمون هندرسون أثار في 21 أكتوبر الماضي في (فورين بوليسي) السؤال التقليدي الذي اشتغل على البحث عن إجاباته منذ مطلع التسعينيات من القرن الماضي، وهو سؤال وراثة العرش في البيت السعودي الحاكم، فبعد كتابه (ما بعد الملك فهد) جاء السؤال التالي: ما بعد الملك عبد الله؟ والذي يؤسس لسلسلة مفتوحة من الأسئلة ذات الصلة، خصوصاً بعد عودة بندر الى الديار.

فعلى امتداد جيل كامل، كان بندر بن سلطان رجل الرياض في واشنطن. وكسفير للسعودية في الولايات المتحدة في الفترة ما بين 1983 ـ 2005، كان يطلق عليه تهكماً (بندر بوش) بسبب علاقاته الوثيقة بالسلالة السياسية الأميركية القويّة. وبعد مغادرة واشنطن، احترقت على ما يبدو ورقة الأمير بندر، وعاد الى السعودية لرئاسة مجلس الأمن الوطني السعودي المؤسس حديثاً، الوظيفة التي لم تكن، ومازالت كذلك، واضحة.

على أية حال، واصل الأمير بندر جولات تسلل عائداً بصورة متقطعة الى الولايات المتحدة لأن الملك عبد الله قرّر على نحو عاجل بأنه يفضّل بندر على خليفته الأمير تركي الفيصل، بوصفه قناة الى البيت الأبيض ـ وهو وضع قاد في نهاية المطاف الأمير تركي الى الاستقالة في خطوة اعتراضية.

وأكثر من ذلك..وبعد ذلك، أي حوالي عام 2008 اختفى بندر من الحياة العامة. السبب الذي دفع الأمير بندر للخروج من المشهد السياسي مازال غير واضح، ولكنّه حصد المزيد من الخصوم، حتى داخل العائلة المالكة، بخصوص مهمته الطويلة بوصفه القناة الرئيسية بين السعودية وحليفها الأكثر أهمية. اختفاء الامير المشاكس جاء متزامناً مع هزيمة المحافظين الجدد وصعود نجم الديمقراطيين، وقد يكون عودته أيضاً مرتبطة بفوز المحافظين الجدد في الانتخابات النصفية.

إستحثّ اختفاء بندر عدداً من التحليلات. فهناك من يرى بأن الأمير بندر ضالعٌ بصورة مباشرة في إدارة نشاطات القاعدة في العراق وتمويل الجماعات الإسلاموية السنيّة المرتبطة بتنظيم القاعدة في لبنان في محاولة لتقويض حزب الله.

ولكن بندر قد عاد الآن. وقد ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية خبراً مقتضباً: (رحّب الأمير مقرن بن عبد العزيز، رئيس الاستخبارات السعودية، بالأمير بندر في المطار. وقد رافق الأمير مقرن في الترحيب بعودة الأمير بندر عدد من الأمراء والشخصيات السياسية من بينهم: الأمير خالد بن سلطان، مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية، الأمير محمد بن نايف، مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، الأمير عبد العزيز بن فهد، وزير دولة ورئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء، والأمير فيصل بن خالد بن سلطان، مستشار ولي العهد، والأمير سلمان بن سلطان، مساعد الأمين العام لمجلس الأمن الوطني). وبحسب وكالة الأنباء السعودية هناك عدد آخر من الأمراء الكبار كانوا من بين حضر للترحيب بعودة الأمير بندر.

كان ترحيباً حاراً بكل المعايير. ووفق المعايير السعودية، كان الترحيب مهولاً: العم، والأخ غير الشقيق، وثلاثة من أبناء العم، وإبن الأخ، دع عنك أمراء آخرين لم تذكر أسماؤهم. وبحسب التقرير فإن الأمير وصل (من الخارج)، ولم تذكر تفاصيل حول هذا (الخارج) والسبب وراء غياب الأمير فيه طيلة عامين، وكيف أمضاها، وأين؟!

لم تكن الكاميرا حاضرة في المطار، ولم تلتقط صورة واحدة عن مراسم الاستقبال، رغم ما قيل عن أن الأمير بندر فقد قدراً كبيراً من وزنه السابق.

والسؤال الذي يطرحه المراقبون: ماذا يجري؟ يقول المقرّبون والمراقبون بأن العائلة المالكة لا ترغب في الحديث عن شؤونها الخاصة، وتفضّل أن تبقي ستار السرية مسدلاً على مايجري داخل القصور الملكية. وهناك مقولة قديمة تفيد بأن الناس الذين يعرفون فعلا ما الذي يجري داخل العائلة السعودية المالكة لا يتحدثون عما يعرفونه - كما أن الناس الذين يتحدثون لا يعرفون ما الذي يجري. وفي كثير من الأحيان تكون هذه المقولة أداة مناسبة يستخدمها المقربون من آل سعود لدحض التقارير التي تنتقد السعودية، لكنها وسيلة مهمة لتذكيرنا بأننا لن نعرف أبداً الكثير مما نرغب في معرفته عن السياسات السعودية الغامضة.

الثابت أن الأمير بندر كان يقاوم من أجل وضعه الصحي لسنوات، وكان قد خضع مؤخراً لعمليتين جراحيتين في مستشفى جونز هوبكنز في بالتيمور. التوضيح العادي لعودته يحوم حول أنه بعد تعافيه في المغرب، حيث يقضي والده ولي العهد الأمير سلطان فترة نقاهة، وأنه، أي الأمير بندر، قد تشافى من مرضه وعاد الآن الى الديار. ومرضه المحتمل هو آلام شديدة في الظهر، بالرغم من أن إثنين ممن كتبوا مذكّراته في السنوات الأخيرة قد ذكروا بأن بندر يعاني أيضاً من مشاكل مع الإدمان على الكحول والاكتئاب. ديفيد بي. أوتاواي في كتابه (رسول الملك) وصفه بأنه (أكثر من كونه سكّيراً طارئاً). وأن صديقة (قد يكون الآن سابقاً) وليام سيمبسون، في كتابه (الأمير): القصة السريّة للأمير الأكثر إثارة للإهتمام في العالم، والذي يعرّف منذ منتصف التسعينيات من القرن الماضي بأنها فترة بندر الأولى من الاكتئاب التام.

ولكن هناك يبدو الكثير في عودة بندر الى المملكة أكثر من كونها عادية وأنه عاد الى البلاد بمجرّد تحسن حالته الصحية. الإشارة، من مصدر وثيق مقرّب من العائلة المالكة، هي أن ثمة علاقة بالسياسة الداخلية للعائلة المالكة، والأسئلة المقلقة حول وراثة العرش: من سيتولى العرش بعد الملك عبد الله؟، ومن سيكون الملك بعد ذلك؟ مهارات بندر في صنع الصفقات السياسية هي ما تجعل العائلة المالكة تحذره كونه يبحث عن دور لنفسه في عملية صنع القرار وافتقاره للإحترام من قبل كثير من أعمامه.

هندرسون: خالد الفيصل ولي النعمة!

وبالرغم من الاستقرار الظاهري، فإن آل سعود في مأزق حيال الوراثة. الملك عبد الله، سيبلغ 87 عاماً، ولكن أخاه غير الشقيق وخليفته المعين، ولي العهد سلطان، يبلغ من العمر 86 عاماً. وبالرغم من أن سلطان مازال صالحاً لتولي العرش، فإن الحياة في جوهرها هي لحظة طويلة ـ ولن يقوى مطلقاً على إدارة شؤون البلاد. وأن الوريث اللاحق في خط الورثة، هو شقيق الأمير سلطان، الأمير نايف، 77 عاماً، وهو وزير الداخلية المتشدّد.

ولكن المعضلة تمضى بعيداً خارج المقامات الملكية الكبرى. فقد بدا واضحاً بشكل متزايد بأن عبد الله والأبناء الـ 19 الأحياء للملك المؤسس، عبد العزيز (توفي 1953)، إما أنهم معمرّون أو ليس لديهم الخبرة الكافية أو الحكمة لإدارة شؤون المملكة لفترة أطول. الوراثة يجب أن تنتقل الى أبناء وأحفاد عبد العزيز. مهما يكن، فإن السؤال الهام يلتمع مجدداً: أي فرع من العائلة المالكة سيبرز على القمة؟

هناك، بحسب مصادر داخل العائلة المالكة، صفقة في طور التشكّل. إن تسلسل الأحداث ليس واضحاً، ولكن التغييرات قد تبدأ قريباً. أولاً، أن الأمير سلطان سيتخلى عن منصب وزير الدفاع لصالح إبنه (الأخ غير الشقيق للأمير بندر)، الأمير خالد بن سلطان، الذي يشغل حالياً منصب مساعد الوزير والقائد السابق للقوات العربية خلال حرب تحرير الكويت في العام 1991. النياشين التي على كتف خالد كبيرة، ولكن مهاراته العسكرية ضعيفة ـ وقيادته خلال المناوشات الأخيرة ضد الحوثيين في منطقة الحدود مع اليمن كشفت عن سلسلة تخبّطات تكتيكية. ولكن حاشية سلطان تصرّ على أن يحتل خالد مكان والده العاجز.

التغيير الآخر، هو تقاعد الأمير سعود الفيصل، 69 عاماً، كوزير للخارجية. سعود كان قد وصف في وثيقة بريطانية رسمية بأنه (لامع جداً ولكن ربما ليس لامعاً بالقدر الذي يعتقده). فهو يعاني من مرض باركنسون وكذلك ظهر سيء ويظهر في الصور كما لو أنه في حال معاناة.

موقع وزير الخارجية سيذهب، كما تقول المصادر، الى أخ سعود الأصغر تركي الفيصل، 65 عاماً، بما يبقي عليها في شكل اقطاعي، في أيدي فرع آل فيصل. وقد خدم الأمير تركي لسنوات عديدة كرئييس للاستخبارات السعودية حتى إقالته في 2001 ـ قبل عشرة أيام من هجمات الحادي عشر من سبتمبر ـ وتولى لاحقاً منصب سفير في المملكة المتحدة قبل أن ينتقل الى واشنطن لفترة قصيرة لتولي منصب سفير المملكة والتي انتهت كارثياً. وسيتم إعادة تأهيل تركي بسبب ما لديه من مواهب فكرية واتصالات دولية غير متوافرة داخل العائلة المالكة.

تغيير الحرس القديم سيصل الى العرش: سعود وشقيق تركي، أي خالد من المحتمل جداً أن يبرز كملك مستقبلي. خالد شاعر، ورسّام متحمّس، وصديق لأمير بريطانيا تشارلز. وقد شغل سابقاً منصب حاكم منطقة عسير الجبلية والواهنة سياسياً ويشغل حالياً منصب حاكم المنطقة المقدّسة مكة. والأشد أهمية لمستقبله السياسي. ما يلفت في تقييم سيمون هندرسون هو إطراؤه المبالغ الذي يكاد يكسر معادلة التوارث في العائلة المالكة ما قد يلمح الى علاقة خاصة تربطه بالأمير خالد الفيصل. يقول هندرسون (برز الأمير خالد كشخصية محترمة من قبل أطراف عدّة داخل العائلة المالكة، وهو قادر على قيادة المملكة للأمام بيد ثابتة). على أية حال، ليس هناك من بين الباحثين في شؤون العائلة المالكة من يرى ما ذهب إليه هندرسون، لأن ذلك يتطلب عمليات جراحية معقّدة كيما يحظى الأمير خالد الفيصل بمقام الملك بسهولة.

لكن أوساطا في السعودية تقول أن السلطة قد تتجاوز الجيل الأول من ورثة عبدالعزيز آل سعود لتصل إلى الأحفاد الذين يتقدمهم (المحمدان)، الأمير محمد بن نايف نائب وزير الداخلية القوي والأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية. وتعد إشاعات مرض الأمراء الكبار جزءاً من المشهد السياسي في السعودية، وتؤخذ على محمل الجد نظرا لتقدم أعمار الكثير منهم. ورغم أن الملك عبدالله أسس هيئة البيعة التي تتألف من الأحياء من أبناء الملك المؤسس أو من يليهم من أبناهم إذا كانوا متوفين أو عاجزين أو معتذرين، وهي الهيئة التي يرجع اليها في اختيار الملك في حال وفاته أو عجزه، إلا أن محلّلين إعتبروا أن وجودها جاء في الأصل للحد من نفوذ الأخوة السديريين (الأخوة الأشقاء من أبناء الملك عبدالعزيز الذين يسمّون على إسم أخوالهم).وأشاروا إلى أن السديريين لا يمثّلون إلا خمس أعضاء الهيئة، كما أن الملك عيّن أخاه الأمير مشعل بن عبدالعزيز على رأسها مما يضمن توجيهها بعيدا عنهم. وتمثّل المملكة بمواردها النفطية الهائلة واقتصادها الكبير مصدر اهتمام غربي متواصل خصوصا بعد التحولات الاجتماعية والسياسية المتسارعة التي شهدتها ونتج عنها صعود تيارات إصلاحية ومتشددة على حد سواء.

وكما دائماً، هناك نهايات غير محسومة لمثل هذا السيناريو. يتوقع أن يلي الأمير نايف ولاية العهد بعد موت أخيه سلطان أو حتى قبل ذلك. على أي حال، يقال بأنه يتعافى من مرض السرطان، فيما يؤكّد مصدّر مقرب من الأمراء بأن الأمير سلطان يعيش أيامه الأخيرة ولن يكون قادراً على تولي العرش، ولن يصبح ملكاً كما كان يحلم بذلك. وأن شقيقه الأمير سلمان، 74 عاماً، حاكم منطقة الرياض، والمفضّل من قبل السفراء الأجانب كي يصبح ملكاً، هو الآخر غير مؤهّل لتولي العرش بسبب قلبه الضعيف.

دور بندر يبقى غير واضح على وجه الدقة. وبوصفه إبن جارية سابقة في قصر والده، فإنه يفتقر للنسب الذي يجعل منه ملكاً. ولكنه متزوّج من أميرة من آل الفيصل، وأن روابطه في واشنطن تجعل منه حليفاً ثميناً لأي ملك قادم. ووسط كل الشائعات والتكّهنات، فإن المطّلعين على الداخل متّفقون على حقيقة صلبة: أن بندر قد عاد كلاعب في السياسة السعودية.

المعارضة: عودة بندر خطر يهدد المنطقة

لقوى المعارضة السعودية في الخارج موقفها من عودة الأمير بندر الى البلاد، فقد اعتبر الباحث والكاتب السياسي السعودي فؤاد إبراهيم أن الأمير بندر بن سلطان عاد بعد فترة غياب ليلعب دوراً بطلب من الإدارة الأميركية في المرحلة القادمة، مؤكّداً أن ذلك يشكّل خطراً على الهدوء والإستقرار في المنطقة.

وقال ابراهيم: ان الامير بندر شخصية عادية إعلامياً ولكنّه أميركياً يعتبر شخصية ذهبية لأنه مارس أشدّ الأدوار أهمية في الشرق الاوسط والعالم خلال 3 عقود الماضية. وأوضح ابراهيم أن غياب وعودة بندر بن سلطان ليس أمراً عادياً لانه ارتبط بصفقة مقاتلات الاواكس في العام 1981 وبقضية ايران كونترا في أميركا اللاتينية عام 1986، ومحاولة اغتيال القيادات الدينية بما فيها المرجع الراحل محمد حسين فضل الله وحرب الخليج الاولى والثانية وقضية جماعة (فتح الاسلام) في لبنان وتنظيم القاعدة في العراق وغيرها من القضايا.

وأشار الى عدم إصدار بيان رسمي حول غيابه وقال: كان غياب الأمير بندر لفترة طويلة يتطلب إصدار بيان رسمي من جانب الأسرة السعودية المالكة أو مجلس الامن الوطني بشان مرضه المحتمل ونفي الإتهامات بمحاولته الانقلاب ضد عمه خصوصاً وأن آل سعود يصدرون في العادة بيانات بشان أمراض الأمراء واعتبر أن عدم إصدار البيان يوضّح أن غياب الامير بندر كان بسبب حدوث مشكلة كبيرة داخل الاسرة الحاكمة وعودته توحي بأن ثمة مشكلة كبيرة سوف تقع في المرحلة القادمة، مؤكداً أن الروايات المنتشرة حول غياب الامير بندر تسبب اهتزازاً لصورة آل سعود على المستوى الدولي.

وحول الروايات التي تنتشر حول غياب الامير بندر أوضح ابراهيم أن أشهرها أنه كان ضالعاً في محاولة انقلاب ضد عمه الملك عبدالله ما ادى الى اعتقاله وإخضاعه للإقامة الجبرية في الرياض ومنعه من السفر. وأضاف: هناك رواية أخرى تقول أنه دخل الى الاراضي السورية متنكراً وألقي القبض عليه من قبل أجهزة الامن السورية. وقال، كما يقال أن الامير بندر بقي خارج السعودية بين المغرب وفرنسا بعد فشل محاولة الانقلاب وذلك حسب اتفاق بين الملك عبدالله والامير سلطان.

وفي نفس الإطار إعتبر باحث سعودي أن عودة الامير بندر بن سلطان مؤشر خطير على أن هناك مؤامرات تدبَّر ضد دول المنطقة، مؤكداً أن مراسم الإستقبال له في السعودية كان مبرمجاً ومدبراً من قبل. وقال الدكتور محمد المسعري الباحث في الشؤون السعودية بحسب حديثه لقناة (العالم) الأخبارية: أن عودة الأمير بندر تدل على ضعف آل سعود وقوة الإدارة الاميركية داخل الأسرة المالكة، مؤكداً أنها مؤشر خطر على السعودية بشكل خاص والمنطقة بشكل عام. وأضاف: أن هذه العودة تظهر أن كبار الأمراء السعوديين والملك عبدالله نفسه في درجة من الضعف، وأنهم لا يستطيعون فرض هيبة الدولة على أوساط الأمراء الصغار أمثال بندر.

واعتبر المسعري أن بندر رجل الصهيونية العالمية ورجل المحافظين الجدد ورجوعه خطر مميت ليس على السعودية والبلاد العربية والإسلامية فحسب بل على آل سعود أنفسهم. وأضاف: كان متورطاً بعملية الإنقلاب ضد عمه بمشاركة وتوجيه أميركي لكن واشنطن لم تعرف أنه لا يستطيع القيام بالمهام الذي تريد أن يقوم بها بندر في المنطقة.

كما اعتبر الباحث السعودي أن مراسم الاستقبال لبندر في السعودية كان مبرمجاً ومدبراً وقال: إن تمثيلية الاستقبال في المطار أجريت بدقة وإحكام حتى لا يكشف أنه كان معتقلاً أو متخفياً في سوريا، مشيراً الى غياب كبار الأمراء عن هذه المراسم.

الصفحة السابقة