العلاقات السعودية الروسية وإرث الحجاز المُحتلّ

(2-2)

نشأت العلاقات السوفياتية ـ السعودية صدفة! فقد احتل السعوديون الحجاز ووجدوا الروس هناك يبادرون فيهنؤون! وبعد ثلاثة عشر عاماً، وبعد فشل الملك السعودي في (بيع) الوجود الروسي في الحجاز مقابل مساعدات بريطانية، تمّ قطع العلاقات بين البلدين عام 1938 لتعود العلاقات من جديد بعد نصف قرن تقريباً أواخر الثمانينيات وبعد تفكك الإتحاد السوفياتي نفسه. ومنذئذ وحتى بداية سبتمبر 2003 لم تكن العلاقات بين جدة وموسكو متميزة بل كانت أقلّ من عاديّة، فهل هذا المختصر المبسط للعلاقات يمكن أن يتحوّل الى تحالف استراتيجي بين البلدين؟ وهل يفيد في حماية النظام السعودي الذي بدأ يترنّح بسبب المشاكل البنيوية ذات الإنعكاسات شديدة الخطر، والتهديدات الغربية الخارجية؟

جدل حول الثمن: الإعتراف المصري باحتلال الحجاز

تفتقت عقلية المندوب السامي في القاهرة (اللورد لويد).. فاقترح على حكومته إجبار الملك فؤاد على الاعتراف بابن سعود ملكا على الحجاز ونجد وملحقاتهما. ففي رسالة بعثها لوزير الخارجية في 5/6/1929م، أشار الى مهمة اعتبرها مشبوهة قام بها الأمير شكيب أرسلان في الحجاز، والى الهدايا التي يقول عنها لويد (مصدرها ـ بلا شك ـ موسكو) والتي يحملها شكيب لإبن سعود! إذا كانت قائمة المشبوهين لدى الإنجليز والتي تحوي أسماء العناصر العميلة للروس، تحوي اسم شكيب أرسلان، فمن الذي يبقى ولم يرد اسمه في هذه القائمة؟!

في تلك الرسالة قال لويد: (إذا ما أظهرنا ردا سلبيا ونحن نبحث مبادرات التقرب التي يقوم بها ابن سعود، فلن يكون من الصعب تصور ظروف الإحراج الداخلي التي قد تدفع ابن سعود ـ بعد أن يكون قد يئس من أي مخرج آخر ـ لأن يستسلم للإغراء البولشفي، ويقبل الذهب الروسي الذي سيوفر له الانفراج، ولو أنه فعلا انفراج مؤقت، وعلى حساب نكبة ستحل عليه في نهاية الأمر، وتنزل طامتها به شخصيا). وأضاف معترفاً: (مما لا شك فيه أن هناك في العالم العربي والفارسي، عوامل حكومية ودينية.. وتقاليد وممارسات وعادات، تقف حائلا قويا ضد انتشار البولشفية.. فأنظمة الحكم الثيوقراطية في نجد والحجاز واليمن ـ مثلا ـ ستكون بطبيعة الحال معادية للأفكار البولشفية.. وبالطبع، فإن الخطر يكمن في أن أنظمة الحكم هذه، حين تحاول استغلال البولشفيك خدمة للأهداف القومية المحلية، دون الاعتراف بالجزء الشيوعي من البرنامج، فإنها قد تجد رعاياها في نهاية المطاف ـ وخاصة العناصر القبلية ـ قد أفْسدوا وسمّمت عقولهم، وأفلتوا من السيطرة.. وغني عن القول، أن مثل هذه الفوضى والانفلات، ستوجه ضد المصالح البريطانية بالدرجة الأولى. وإذا نجحت هذه الحكومات في استخدام البولشفية دون التضحية بالنظام الداخلي للدولة، فمن المحتم أن تزداد حدة ميولها القومية والمعادية لبريطانيا نتيجة هذا الربط بين البولشفيك والميول القومية).

وأخيراً يخلص اللورد لويد الى التالي: (يبدو لي أن هذه المخاطر هي من الجدية والخطورة للحد الذي تستوجب الاهتمام الحقيقي والفوري.. وهكذا، فإذا جاء أقوى حكام الجزيرة العربية يعرض التعاون معنا ضد الخطر البولشفي، فإنني أعتقد أن علينا أن نتردد قبل أن نرفض طلبه، من الواضح أن لا بد من تقديم بعض التضحيات من جانبنا، إذا كنا نريد أن نكسب تعاون حليف بهذه القوة.. أنا أعلم أن هناك اعتراضات متعددة على فكرة تجديد دفع راتب الدعم لابن سعود، ولست شخصيا على استعداد أن أعبر عن رأي محدد حول ما إذا كانت هذه الاعتراضات تزيد من أهمية على مزايا تأمين تعاونه معنا أم لا، إلا أنني كلي ثقة بأن القضية برمتها ستدرس دراسة مستفيضة، بهدف اكتشاف الطرق والوسائل لضمه إلينا ضد التغلغل البولشفي، وليس ضم ابن سعود فحسب، وإنما ضم الإمام يحيى إلينا أيضا).

بعد عشرة أيام، بعث لويد رسالة أخرى الى وزير الخارجية كأحد الحلول: (موقف ابن سعود الحالي من الحكومة البريطانية ومن العراق، هو موقف مرض بوجه الإجمال، وواضح أنه تواق للمحافظة على علاقات جيدة معنا، إلا أنه قد شكى مرات عديدة من أنه لم يتلق منا مؤخرا إلا القليل من تعبيرات الود والصداقة مقابل صداقته الثابتة والمستمرة، في وقت تزداد فيه الصعوبات التي يواجهها. إن من غير المستحسن أن يبقى تحت هذا الانطباع، إذ قد يغريه هذا بالتحول إلى البولشفيك طلبا للمساعدة، وهم الذين يظهرون نشاطا كبيرا في الجزيرة العربية. إن أي شيء نفعله في الوقت الراهن لمساعدة ابن سعود سيكون مفيدا من الناحية السياسية، وأعتقد أن المندوب السامي في العراق ـ جلبرت كلايتون ـ يؤيد رأيي هذا.. فإذا أدرك ابن سعود أننا نستطيع أن نكون مصدر نفع له بقدر ما نحن مصدر رعب وخوف، فإنه ربما يتجه إلى إعطاء أهمية أكبر لأمر المحافظة على صداقة طويلة الأمد معنا. ومما لا شك فيه أن اعتراف مصر به سيمنحه الكثير من الرضى المعنوي، وإذا ما تحقق هذا الاعتراف من خلال وساطتنا الحميدة، فإن آثاره ستكون مصدر فائدة كبيرة فيما يتعلق بتأثيرنا عليه).

تجدر الإشارة الى أن مصر قطعت علاقاتها مع آل سعود، بعد حادثة المحمل في العشرينيات، وعملت على إخراج السعوديين من الحجاز، وقيل أن الملك فؤاد ـ وبتحريض من شخصيات حجازية ـ قام بدعم ثورة حامد بن رفادة شيخ قبيلة بلي في الثلاثينيات، تلك الثورة التي انتهت بدموية، وقطع رأس الثائر وتلاعب به الأطفال كما يقول الزركلي في تاريخه عن السعودية.

بيد أن موقف لويد ذي النزعة الإستعمارية لم يقبل، ورأى مسؤولون في الخارجية أنه يبالغ في تصوير الخطر، وأنه لا يحق له التدخل في شؤون الجزيرة العربية، لأنها ليست ضمن نطاق صلاحياته. أما جب، فقال أن اقتراح إجبار الملك فؤاد على الإعتراف بابن سعود يجري مناقشته بشكل مستقل، وأضاف: (لست أجد وسيلة أخرى غير راتب الدعم يمكننا بواسطتها مساعدة ابن سعود). في حين اقترح رندل معاونة ابن سعود في تكوين قوة جوية حجازية مقابل ضرب السوفيات، وهو اقتراح قدم لوزارة القوى الجوية البريطانية.

رأي القنصلية في جدة: في 10 يوليو 1929م، قدم القنصل البريطاني الجديد (بوند) رأيه حول الثمن الواجب دفعه لابن سعود فقال: (المعتمدية السوفياتية لا تتصرف بصورة تعطي الملك المبرر للشعور بالخوف والقلق. أنا أعتقد رغم كل محاولات من سبقني ومحاولاتي أنا لإظهار مدى خطورة الوضع في ذهن الملك ووزرائه، أي الوضع الكامن في مجرد وجود المعتمدية السوفياتية بينهم، فإنهم يدركون مداها إلى حد كبير ولكن ليس إدراكا كاملا. إنهم لا يشكون لحظة في قدرتهم على السيطرة الكاملة على الوضع. من وجهة نظر الملك في الوقت الحاضر، أتصور أنه لا يرى في البولشفية إلا مجرد وسيلة للضغط علينا، تأمينا لمطلبه. ما لم نكن على استعداد للذهاب شوطا بعيدا في مكافأة الملك مكافأة معقولة ومجزية، فنعترف ونقر بذلك بأننا نعلق أهمية كبيرة على هذا الموضوع، فإن الأفضل ترك الأمور على حالها في المرحلة الراهنة، على أن نعود إلى دراسة الموقف حين تقع الواقعة بالمجموعة السورية، هذا إذا وقعت).

هنا.. على آل سعود ـ اليوم وغدا أيضا ـ أن لا يزعموا بأنهم يحاربون الشيوعية من منطلق عقائدي.. فالمحاربة جاءت خدمة لاستراتيجيات الغرب، وكل ما عرض من وثائق يفيد، بشكل صارخ أن القضية قضية بيع مقابل ثمن، ولا ترتبط بأي شكل من الإشكال من الزاوية العقائدية.

تطور التمثيل الدبلوماسي في الحجاز

بين عامي 1930 و1933م، تتطور العلاقات السعودية السوفياتية التجارية، ويخضع الإنجليز للأمر الواقع بعد أن رفضوا دفع الثمن المطلوب لابن سعود. من علامات هذا التطور رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي الروسي من معتمدية إلى مرتبة مفوضية، على غرار المفوضية البريطانية.. وكذلك تقديم هدايا روسية لابن سعود هي عبارة عن أجهزة هاتف، إضافة إلى قدوم طيارين روس ليقودوا الطائرات السعودية، وقيام أطباء السفارة بمعالجة حريم الملك!

ففي يناير 1930م تم رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي للقنصلية الفرنسية والمعتمدية السوفياتية إلى مرتبة مفوضية. كما أن الباخرة السوفياتية (فوستوك) وصلت إلى جدة في 6/1/1930 وعليها شحنة من الأدوية لاستعمال المفوضية، كما أحضرت بروفيسوراً روسياً قيل أنه اختصاصي بالأمراض الشرقية، وأنه جاء لأغراض الأبحاث والدراسة. وترافق البروفيسور زوجته، وهي مساعدة طبيب، كما يرافقه مترجم مع زوجته. وهؤلاء جميعاً مرتبطون بالمفوضية السوفياتية، والتي تضم بين عناصرها ـ ومنذ مدة طويلة ـ طبيبة سيدة.

وقد تمّ تعيين نظير (أشير الى أنه ناصر في وثائق بريطانية سابقة) توراكولوف وزيراً مفوضاً، وقد كان معتمداً وقنصلاً عام، وقد قدم أوراق اعتماده لوزير الخارجية فيصل، بسبب غياب الملك في 26/1/1930. وأصبح نظير فيما بعد عميداً للسلك الدبلوماسي، وهو مسلم مستدير الرأس من تركستان، وله ملامح تترية متميزة، كان عمره حين تعيينه نحو 35 عاماً، قال الإنجليز أنه كان ذكيا وله مقدرة كبيرة في مجال اللغات، حيث استطاع اكتساب معلومات جيدة وعملية في اللغة العربية، كما حسن لغته الفرنسية إلى حد كبير، وبدأ يتعلم الإنجليزية منذ وصوله إلى جدة، وهو يشعر بالراحة في الحديث باللغة التركية. لم يكن نظير بيك يحبذ الإنخراط مع الممثلين الغربيين إلا قليلاً، وهو يتميز بروح مرحة وله اهتمامات تجارية واقتصادية أكثر من اهتماماته السياسية، ويبدو ان مهمته كانت تتمحور حول تسويق البضائع الروسية، وهو الذي كان وراء صفقة النفط السوفياتي الى الحجاز عام 1931، ووراء رفع الحظر عن البضائع الروسية. كان نظير يتظاهر بأنه مسلم ملتزم، ولكن في عام 1932 ـ وحسب زميله البريطاني ـ خرج من قوقعته، ولم يعد يتظاهر في المجتمع الدبلوماسي بأنه مسلم ملتزم فهو يشرب الويسكي في المناسبات حتى في شهر رمضان! ومع هذا يولي نظير بيك اهتماماً بالشخصيات المحلية، ويرتدي غطاء الرأس العربي. ومن الأمور المدهشه أنه نادرا ما كان يغادر جده، كما أن زوجته الشقراء غير المسلمة قبلت الإقامة الدائمة معه ونشطت في مجال توزيع الأدوية في جدة، وكانت ترحل أحياناً الى الطائف وتساعد في تطبيب ومعالجة الحريم الملكي.

في عام 1935، كانت قد هدأت سورة الإنجليز من الروس، حتى أن وزيرهم المفوض في جدة، رأى أن الدليل معدوم حول وجود أية سياسة محددة من قبل السوفيات للعبث والتلاعب بالحجاج، وسفنهم المنهمكة في تجارة البحر الأحمر ترسو في ميناء جدة مرة في الشهر تقريبا، وليس هناك من جالية روسية، لكن كادر المفوضية يضم طبيبا يتمتع بشيء من التمييز باعتباره اختصاصيا بالبكتريا (علم الجراثيم)، وهي حقيقة تعطيه قدرا لا بأس به من الأهمية في عالم جدّة الصغير.

الروس يصدرون نفطهم للحجاز

كان الوضع الإقتصادي يشهد أزمة مالية متعاظمة، وهي ذات الفترة التي مرّ بها العالم كساداً لم يشهد له مثيلاً، ونقصد بذلك فترة الثلاثينيات الميلادية من القرن العشرين. كان الملك بعد أن فرغ من حج عام 1931 يبحث في كل اتجاه قبل أن يغادر جدة الى الرياض عن مصدر للمال طارقاً أبواب الجهات الأجنبية التي جاءته حينئذ بعقد البحث عن شركة تنقيب للنفط أميركية. وقد استطاع وزير السوفيات المفوض عقد صفقة بيع 50 ألف صفيحة من البنزين بشروط سهلة، أثارت الكثير من الشائعات التي تفيد بأن الحكومة السعودية اتفقت مع الروس على أسس أوسع وأكثر شمولا.

في هذه الأثناء زار المعتمد البريطاني في الكويت الكولونيل ديكسون الرياض، وهناك التقى بحافظ وهبة وأبلغه بأن الروس يحاولون الحصول على امتياز تصفية وتكرير المنتجات النفطية في الحجاز ونجد، واقترح وهبة على ديكسون أن يفاتح السير ولسون، المقيم في بغداد، بأن ينقل إلى عائلة القصيبي المقربة من الملك السعودي امتياز تكرير منتجات نفط الـ A. P. O. C في نجد، لأن الملك لا يحب الشخص الموكلة له حالياً.

وفي يوليو من نفس العام 1331، غادر نائب القنصل الروسي (تويميتوف) جدة بعد أن أمضى سنوات فيها، وكذلك فعل طبيب المفوضية وزوجته، وهذا ما جعل أفراد المفوضية يتضاءلون بشكل ملفت.

توضحت ملامح صفقة النفط الروسي في شهر سبتمبر 1931، حيث أفادت المفوضية البريطانية بأن نائب الوزير المفوض في جدة هوب جل التقى الأمير فيصل، وسأله عن الصفقة، فامتقع وجهه، وعاد الى التاريخ وكيف أن محاولات الملك السعودي قد تم رفضها. فقال جل كاذباً: (حاولنا عقد اتفاقية تجارية ذات أفضلية). فرد فيصل بأن الإنجليز أخطأوا وتركوا الملك تحت الضغط الروسي (وحيداً بلا معين إلى أن أصبحت الظروف أقوى من أن يستطيع الوقوف أمامها)! ويضيف جل في رسالة له بتاريخ 9 سبتمبر 1931: (هنا ذكرته بأن الموقف الشجاع لم يقفه من أجل سواد عيوننا، بقدر ما كان بسبب النظرات السوداء من أشقائه النجديين، ومن رجال القبائل الحجازية، التي كانوا يطلقونها لمجرد ذكر البولشفية والبضائع السوفياتية. وقد اعتبرني على حق.. ولكن إلى حد ما).

تحدث فيصل عن حاجة البلاد الى المحروقات، وأن مستشاري الملك ووزراؤه أنجزوا أفضل إنجاز لعمل سيء، وتعاقدوا على شراء ما قيمته ثلاثين ألف جنيه من البنزين، وبشروط جيدة جدا أيضا. فقال جل بأن المسؤولين السعوديين خُدعوا واستدرجوا إلى طريق تنازلات أخرى قادمة. وذكر فيصل بأنه رغم الإنكار المطلق والنفي القاطع لدخول بضائع روسية، فإن علب الكبريت الروسية تباع علنا وفي كل مكان، كما أن الأسمنت الروسي ليس مجهولاً! ردّ فيصل بشكل غريب بأن الحظر قائم، وفي نفس الوقت اعترف بأنه تمّ فرض رسوم وضرائب على البضائع الروسية تعادل أربعة أضعاف الرسوم المفروضة عادة، وهو وضع يسهل فهمه جداً في جدّة. ثم قال بصراحة إن الوضع المالي سيء للغاية، ولكنه لا يعتقد بأنه ميئوس منه. وأضاف بأنه شخصياً لم يقبض راتبه منذ سبعة أشهر!

كانت هناك منافسة من الهر دي هاس، القنصل الألماني في جدة الذي سافر الى موسكو مهدداً بتأمين صفقة نفط رومانية رخيصة، أو يقدموا له بعض العمولة!، ولكن الروس ماطلوه حتى عقدوا الصفقة عبر وزيرهم المفوض فرجع بخفي حنين. وكان السوفيات في حالة من الحماس لتأمين توقيع العقد، قبل أن يتمكن الهر دي هاس من العودة إلى جدة، وإغراء الشيخ عبد الله السليمان بشراء النفط الروماني الأرخص، إلى حد أنهم أوفدوا اثنين من المندوبين التجاريين ذوي الصلاحيات المطلقة إلى جدة وهما: الكومراد جورجييف، الذي يمثل جمعية التجارة الشرقية أتى من الحديدة من الجنوب، وتبعه بعد وقت قصير الكومراد هيرتغ ممثلاً لمؤسسة صادرات النفط السوفياتية، وقد وصل هذا الأخير بأقصى سرعة من أوروبا. بنود العقد الحرفية تنص على أن تشتري الحكومة الحجازية 60 ألف صفيحة من البنزين، سعة الصفيحة ثمانية جالونات، بسعر يعطى بالعملة الإنجليزية القديمة، و 40 ألف صفيحة من الكيروسين وبنفس السعر السابق، مما يجعل القيمة الإجمالية للعقد 30 ألف جنيه، تدفع على أربعة أقساط متساوية، بمعدل قسط كل شهرين، وتدفع حين التسليم الذي يتوقع أن يتم قريبا.

الصفقة كانت مربحة لعبد الله السليمان الذي باع ألفي صفيحة بنزين في مكة بسعر جنيه واحد لكل منها، وهو يظهر ربحا أكيدا يذهب إلى جيب الوزير عبد الله، ويبلغ مائتين في المائة، إضافة إلى ميزة الدفع الفوري مقابل دين لم يستحق.

ومع أن الصفقة في صالح السعوديين، إلا ان الإنجليز امتعضوا وبدأوا يتلاومون، ويعتبون على السعوديين بأنهم لم يوضحوا الدعم الذي يريدونه! رغم الوضوح الكبير فيما قالوه. لكن من جهة الروس فإنهم لم يكونوا مقتنعين بجدوى العلاقات مع السعوديين إذا لم يخففوا الضغط عن دخول بضائعهم الى البلاد. وفي اكتوبر 1931غادر الوزير المفوض الروسي جدة في إجازة طويلة امتدت لستة أشهر (أخذ موقعه هوريس سالكند) وأعطى الإنطباع بأن عودته الى جدة تعتمد إلى حد كبير على التقدم الذي يمكن إحرازه لإدخال البضائع الروسية، حيث ما تزال ممنوعة من الدخول إلى حد ما.

وصلت الشحنة الروسية الأولى من النفط متأخرة الى الأسواق. قيل أن السبب هو الخلاف بين المسؤولين السعوديين والأمراء مع وزير المالية عبد الله السليمان، وقد تصاعدت حدتها بعد انفراد وزير المالية بأرباح الصفقة مع الروس. أكد ذلك هوب جل في رسالة مؤرخة في 2/11/1931، حيث قال بأن هناك انقساماً خطيراً داخل الحكومة الحجازية (فالمدير العام للمالية، والذي كان خلال الأشهر القليلة الماضية المدير (الموجه) الفعلي للحجاز، قد أقيل من عمله واستدعي الى الرياض).

انزعج المسؤولون الروس من حقيقة أن الملك ابن سعود لم يسدد قيمة الشحنات النفطية حتى نهاية عام 1931. كما انزعجوا من استمرار الحظر على بضائعهم. فقد كان هناك حظر عام على الاستيراد من روسيا، يتعايش جنبا إلى جنب مع نظام يخضع هذه البضائع التي قد تستورد رغم الحظر، إلى رسوم تعادل أربعة أضعاف الرسوم المعتادة. من الناحية العملية، تجد بعض البضائع الروسية مثل السكر وعلب الكبريت والأسمنت، طريقها إلى السوق الحجازية عن طريق مصوع وموانئ أخرى، ولكن القيود، بغض النظر عن طبيعتها المحددة، كافية لإعاقة وتعطيل هذه التجارة، لم ينجح الوزير السوفياتي المفوض في تأمين إزالتها.

فيما يتعلق بالديون المستحقة لموسكو، أمكن حلها من خلال استقطاع قيمة الضرائب المفروضة على السلع الروسية. ولكن الملك السعودي طلب من روسيا قرضاً بمليون جنيه رفض حلفاؤه الإنجليز تأمينه. وقد سافر الأمير فيصل وفؤاد حمزة إلى موسكو عام 1932 لمناقشة هذا الموضوع.. وقد كانت الشروط السوفياتية المهمة مقابل القرض، أن تفسح الحكومة السعودية المجال أمام التجارة الروسية بدون ضرائب، على أن يكون القرض الروسي على شكل سلع، وليس نقدا كما يريد السعوديون، كما طلب السوفيات إضافة شرط عقد معاهدتي صداقة ومعاهدة تجارية بين البلدين.

سأل أندرو رايان، الوزير البريطاني المفوض في جدة، فؤاد حمزة عن زيارته لموسكو فلخص له الأمر بأن الحكومة السوفياتية عبرت عن رغبتها بثلاثة أشياء هي: رفع الحظر عن التجارة من روسيا إلى العربية السعودية، ومعاهدة صداقة، واتفاقية تجارية. كما عبرت عن استعدادها لمساعدة الحكومة السعودية بأسلوب وصفه فؤاد وصفا غامضا، إلا أن تعبيراته أوحت بأن العرض يتضمن قرضا على شكل بضائع، وبموجب اعتمادات طويلة الأجل، أو قصيرة الأجل. وقال بأن الحكومة السعودية غير راغبة بإلزام نفسها إلا لمدة قصيرة، ربما كانت ثلاثة أعوام. واعترف فؤاد بك بأن تبادل وجهات النظر في موسكو، قد أدى إلى مباحثات مستقبلية، أدت فيما بعد الى رفع الحظر المفروض، وهو الرفع الذي لم يصبح ساري المفعول بعد، لأن السوفيات تعهدوا بألاّ يبدأوا بشحن البضائع إلى أن يتسنى للحكومة السعودية فرصة تنظيم ترتيبات البيع.

وحسب تقارير المفوضية البريطانية فإنه لم يستتبع النجاح السوفياتي، كما كان يتوقع، تدفقا هائلاً للبضائع السوفياتية، بل على العكس، فقد أوقفت الحكومة السوفياتية منذ بداية شهر أغسطس 1932، حركة الملاحة من البحر الأسود، والتي كانت بواخرها ترسو في ميناء جدة مرة كل شهر تقريبا، ولم يسمع أي جديد عن الاتفاق (الصفقة) بين الحكومتين حتى نهاية عام 1932. وحتى ذلك الحين لم يُسدد الدين البالغ 30 ألف جنيه.

حين اشتعلت الأزمة والحرب مع اليمن حول المناطق الجنوبية الحدودية، ولأسباب سياسية اتهم السعوديون السوفيات اتهاماً لم يكن أقل حدة من اتهامهم لإيطاليا، بأنهم يدعمون الإمام. الدليل الذي يقوم عليه هذا الاتهام غير واضح ولا معروف لدى المفوضية البريطانية في جدة، سوى أن السعوديين كانوا يشيعون القصص والروايات الكثيرة، وهي الحكايات التي لم تتأكد صحتها، من أن سفينة روسية عبرت قناة السويس وهي تحمل الأسلحة وملحقاتها إلى الأمام.

وتقول المفوضية البريطانية في جدة أن نظيرتها الروسية مستمرة بالتظاهر بأنها أكثر اهتماما بالتجارة منها بالسياسة. كما أنها تظهر بمظهر المحروم من النفقات، كما لم يكن فيها شخصية رئيسية مشرفة عند نهاية عام 1932، باستثناء الوزير وطبيب قدم حديثا. وأضافت: (نسمع التقارير بين حين وآخر عن نشاطات شيوعية في الدوائر الإسلامية في مكة، وهناك مؤشرات أقل وضوحا عن وجود نفس الشيء في المدينة. لا يمكن القول يقينا إلى أي مدى تكون الدعاية منظمة، أو إن هي نظمت، ما إذا كانت توجه من قبل المفوضية السوفياتية في جدة أو عن طريق عملاء آخرين. ربما كانت لا تعدو أن تكون مجرد تسلل محدود للعقيدة الشيوعية داخل التعليم الديني، إضافة إلى النشاط المتفرق الذي يقوم به الهنود والمحرضون الآخرون من ذوي الميول الشيوعية)!.

لقد تبدلت لهجة السعوديين والبريطانيين تجاه الروس إلى النقيض.. ففي السابق كان الإنجليز هم الذين يثيرون ابن سعود تجاه نوايا الروس (الشريرة)!، وكان ابن سعود يقول لهم، بأن الخطر ليس كبيرا.. أما هذه الوثيقة فقد بينت المواقف بشكل عكسي. فإبن سعود، رغم الصفقة النفطية، ورغم الشروع في توقيع اتفاقية مع الروس بشأن قرض على شكل سلع بمبلغ مليون جنيه استرليني. يتهم السوفيات بأنهم يدعمون إمام اليمن ضده. والإنجليز الذين كانوا يحاولون تصيد الأخطاء الروسية ثم ينفخون فيها ويهولونها، نجدهم هنا يقللون من أهمية الصفقة النفطية والقرض المزمع عقده، ويقولون بأن السوفيات لم ينجحوا في تسريب بضائعهم للحجاز.. ويشككون بأن روايات آل سعود واتهامهم للروس بدعم الإمام غير صحيح.. وفي الوقت نفسه يشككون أيضاً بوجود نشاط روسي دعائي/ سياسي ضد الإنجليز في الحجاز.

لم يقبل ابن سعود بالقرض الروسي إلا بعد رفض الإنجليز مساعدته، ومع هذا فإنه في حال تسلمه القرض، سوف يبقي على العلاقة التجارية فقط مع الروس، وأوضح للإنجليز بأنه لن يؤثر على علاقاته معهم. لقد ناشد ابن سعود بريطانيا تقديم قرض بنصف مليون جنيه ذهباً، أو مساعدته بجمع المبلغ من سوق لندن المالية، لكن البعثة البريطانية اعتذرت عن تلبية الطلب ـ كان ذلك في مايو 1932 ـ وأن الظروف غير ملائمة بالمرة لجمع قرض من سوق لندن المالية. التفت السعوديون بعدها لعواصم اوروبية اخرى، من بينها برلين، ثم عاود ابن سعود عبر يوسف ياسين المحاولة فبعث برسالة الى الوزير المفوض رايان في 19/6/1932 (جدد فيها مناشدته لبريطانيا لتقديم مساعدة مالية، ولكن على مستوى أقل بكثير من السابق، وأوضح في الرسالة أن السوفيات على استعداد لتقديم قرض له يصل إلى مليون جنيه، يقدمونها له على شكل بضائع وليس نقدا، وأنه لا يرغب في قبول هذه المساعدة، ولا يقبل بالشروط السوفياتية القاضية بأن يعقد معاهدة معهم، إلا أنه قد يضطر إلى سلوك هذا الطريق، فرغم أنه حتى ولو فعل ذلك، فإنه سيحصر المعاهدة ضمن حدود ضيقة).

لم تحرك هذه المناشدة، ولا إغراء السوفيات وخطرهم المفتعل أية رد فعل إيجابي. كل ما استطاعت بريطانيا فعله هو تأكيد رفضها السابق المغلف بالودّ والصداقة! وهذا الفعل هو الذي أضاع على الإنجليز فيما بعد امتياز البحث عن النفط السعودي لصالح الأميركيين. كان رأي خارجية لندن حول النشاطين التجاري والسياسي الروسيين بأنهما لن يجد أرضاً خصبة في العربية السعودية لكن القرض الروسي لم يُحلّ، وانصبّ اهتمام الروس وإلحاحهم على تحصيل دينهم القديم، وكرروا الإلحاح لكن خزينة الملك فارغة، بسبب السرقات، وبسبب البذخ الذي تحدثت عنه الوثائق البريطانية كثيراً، ربما لتبرر عدم دعم السعوديين!

وأخيرا، ولمّا كان الملك غير قادر على دفع ديونه، تم الاتفاق مع الروس حول إدخال بضائعهم للحجاز ضمن صفقة تغطي قيمة البنزين والكيروسين (30 ألف جنيه). ورأى جل في رسالة له في 24 فبراير 1933 أن هذا الترتيب (سيؤثر سلباً على تجارة الدقيق القائمة منذ زمن مع الهند، وستضرب مصالح مجموعة التجار الهنود المقيمين في جدة. كما ستؤثر على مصالح شركة شل. الرأي العام المحلي مضطرب، ولكن من غير المحتمل أن يواجه الاتفاقية بمعارضة فعالة). ولكن جل قال بأنه (يمكن لبريطانيا إثارة الانتقاد الإسلامي في الهند للاتفاقية بواسطة المتضررين من أصحاب المصالح).

نهاية العلاقات السعودية السوفياتية

كانت خيبة الروس عظيمة. فلم يستلموا حتى هذا التاريخ مليماً واحداً من قرضهم، ولم يتحقق قرض المليون جنيه الجديد. لم يحدث شيء ذو أهمية خلال عام 1934م فقد بدت العلاقات السياسية بين السعودية والسوفيات في حالة ركود تام، ولم تكن هناك أية تطورات ملحوظة في العلاقات التجارية، وجل ما كان يحدث ان الوزير السوفياتي المفوض كان يبالغ في تودده لوزير المالية أملاً في استحصال دين بلاده!

ولكن خلال صيف 1934 أرسلت الحكومة السوفياتية هدية إلى ابن سعود، هي عبارة عن جهاز هاتف آلي، ومعه خبير أو أكثر، ليبينوا طريقة تشغيله واستخدامه في قصر الملك بالطائف. وقد رافق الوزير المفوض وزوجته الممرضة الموظفين الى الطائف وارتدت زوجته غير المسلمة الحجاب، وسمح لها بالاتصال بنساء ابن سعود.

التطور الآخر خلال ذات العام، أن طائرات ابن سعود الأربع وهي عماد القوة الجوية السعودية، بقيت غير مستخدمة وفي يونيو 1934 وصل روسيان أبيضان الى جدة أحدهما طيار والآخر ميكانيكي، كانا في خدمة ملك الحجاز الشريف حسين، تعاقدت الحكومة السعودية معهما في مصر. وجد الروسيان أن ثلاثاً من طائرات وابيتي (WAPITI) التي تم شراؤها بإشراف بريطاني لم تكن بحاجة إلا إلى إطارات وبعض قطع الغيار لتعود إلى العمل. أما الطائرة الرابعة فقد تحطمت وتلفت نتيجة سقوطها، فيما استمر الروسيان يحلقان بالباقيات ويهبطان بشكل أخرق مما تسبب بعطل وعطب خطير في إحدى الطائرات. وفي نوفمبر 1934 وصل روسيان أبيضان آخران من مرسيليا وانضما الى المجموعة.

في عام 1935 عاد كريم حاكيموف الى جدة كوزير مفوض خلفاً لنظير بيك، وشرع بالإتصال المكثف بوزير المالية عبد الله السليمان الذي كان يحاول التملص من دفع الديون. والتحق في نفس العام المسيو جيرتك، تحت مسمى (الوكيل العام لتجارة الاتحاد السوفياتي) وبقي ملحقاً بالمفوضية لبضعة أسابيع بدت غير مفيدة فغادر جدة. أيضاً وفي نفس العام شهر أبريل التحقت طبيبة مسلمة روسية تدعى أمينة بخدمة ابن سعود. كما أن خبيرا تجاريا سوفياتيا يدعى (كوندراتشوف)، وهو من موظفي المعتمدية الروسية في اليمن قد زار جدة في طريقه الى بور سودان ومنها الى روسيا. ولتضاؤل النشاط الروسي كان حاكيموف يتوقع احتمال إلغاء حكومته لمنصبه في أية لحظة، هو والعناصر الثلاثة معه (شاكر اسماعيلوف وزوجته، والدكتور توكوف هوانسكي وزوجته، ومورسن وهو طبيب أسنان!

في عام 1936 وصلت العلاقات الروسية السعودية الى الحضيض، وأصبح هم حاكيموف ليس فتح أسواق جديدة في الحجاز، ولا السماح بدخول البضائع، ولا عقد معاهدة تجارية مع ابن سعود، ولا ترويج الدعاية ضد الإنجليز، وإنما استرداد الدين المستحق الذي لم يُدفع منه مليم واحد! وكان الإحتمال ضئيلاً باسترجاع المبلغ حسب حاكيموف الذي قال لزميله البريطاني إنه من حسن الحظ أن مثل هذه الأسواق الصغيرة كانت قليلة الأهمية بالنسبة لبلد ذات مداخل كبيرة مثل روسيا السوفياتية. ورغم أن المفوضية السوفياتية في هذا العام لا تجد ما تفعله إلا القليل النادر، حسب مخابرات السفارة البريطانية، فإنها أضافت إلى عناصرها سكرتيرين جديدين أحدهما قرغيزي والآخر يهودي.

الروس يستردون أموالهم!

أهم حدث في العلاقات عام 1937 هو استعادة الروس لدينهم، وقد كان غير متوقع بعد حوالي ست سنوات من عقد صفقة البترول. فقد استلمت المفوضية السوفياتية حوالة مسحوبة على بنك مصر، لتسلم دفعات شهرية تعادل واحدا من اثني عشر جزءا من الدين السوفياتي المستحق على السعودية. ومع وجود احتمال عدم توفر المال لدى السعوديين، فإن حاكيموف كان يأمل على الأقل استعادة بعض الدين، ولكن الإجراء السعودي هذا أثار البريطانيين الذين لهم ديونهم الأخرى على ابن سعود، قيمة ألف بندقية مستعملة ومليون طلقة!

ومن أحداث عام 1937، أن المفوضية الروسية أعادت افتتاح صيدليتها في شهر أبريل بعد أن بقيت مغلقة لفترة طويلة من الزمن. الطبيب الجديد، ستيبوكوف تولى ادارتها مع أنه لا يجيد إلا الروسية، وكان غارقاً بين المرضى الذين يفدون إليه وعددهم يصل الى الثمانين يومياً، أما الطبيب البريطاني فكان يستقبل نحو مائة يومياً من المرضى السعوديين!

ويقول البريطانيون أن اعضاء المفوضية الروس طوروا علاقات اجتماعية مع الحجازيين، وتعلموا العربية باللهجة الحجازية بشكل سريع، وكانت زوجة السكرتير الروسي (فتاحوف) وهي مسلمة تتحدث التركية قد وجدت في عفت زوجة الأمير فيصل مستمعة وصديقة.

أيضاً، في عام 1937، طلب ابن سعود من أصدقائه البريطانيين وعبر وزيره المفوض في لندن: حافظ وهبة، مساعدته في قضايا الملاحة الجوية، وألمح الى أنه قد يقبل بعثة جوية روسية، إن لم يساعدوه. فالملك حسب ما قاله وهبة للخارجية البريطانية (يدرك المزايا والفوائد التي قد تترتب على حصوله على مثل هذه البعثة من بلد كهولندا، أو من إحدى الدول الإسكندنافية، التي ليس لها مصالح سياسية في الشرق الأوسط. إلاّ أن تكاليف البعثة السوفياتية ستكون أقل من البعثات الأخرى بكثير. وكان الاعتقاد في بادئ الأمر أن الملك كان يفكر باستقدام روس (بيض)، إلا أن الشيخ حافظ أقسم مؤكدا أن الموضوع يتعلق ببعثة سوفياتية، وأن عرضا بهذا الشأن قد قدمته السفارة السوفياتية في باريس، حين كان الأمير سعود يقوم بزيارة إلى هناك). لكن فؤاد حمزة قال لأندرو رايان المفوض في جدة بأن الحكومة السعودية لن تقبل بذلك، وأن الروس لم يعرضوا أصلاً هذا الموضوع على الملك. ويبدو أن الأمر كله كان من أجل الضغط السياسي لتحصيل منافع اقتصادية.

الصفحة السابقة